صيغة الشمري
استمعنا قبل أيام لحديث سمو ولي العهد -حفظه الله ورعاه- في حديث تاريخي يكشف عن نموذج غير مسبوق من قائد تاريخي لم تعهد المنطقة بأكملها مثيلا له، وضع ولي العهد كل الأرقام على الطاولة أمام الملأ، أمام المواطن ليزداد يقينا وثقة بقيادته الرشيدة وأمام الأعداء ليزدادوا كمداً، حيث لا سبيل لتكذيب الأرقام أو التقليل من مصداقيتها لأنه منذ الأزل ليس هناك أصدق من الأرقام حيث الحكمة التي تقول «الأرقام لا تكذب»، الانجازات التي تم تحقيقها تعتبر نجاحا نوعيا في تاريخ اقتصاد دول العصر الحديث، أتحدث عن ذلك من واقع انتمائي لهذا القطاع الذي يعتبر العمود الفقري للدول وشعوبها، بفضل الله ثم فضل رؤية هذا القائد التاريخي حقق الاقتصاد السعودي نقلة يعتبرها الاقتصاديون معجزة في علم الاقتصاد، كون اقتصادنا واجه تحديات لم يواجهها أي اقتصاد دولة في العالم غير تحدي أزمة كورونا وقبلها أزمة الركود الاقتصادي الذي اجتاح العالم، واجه الاقتصاد السعودي دون غيره من اقتصاديات الدول تحديات اضافية أهمها مكافحة الارهاب ومكافحة الفساد الذي كان يضعف اقتصادنا وليس هناك أدق وصفا واصدق قولا مما قاله -حفظه الله- عن تأثير الفساد على البلاد والعباد « حرمت الوطن والمواطنين من 15 في المائة من ميزانية الدولة سنويًا خلال العقود الثلاثة الماضية، فالحرب ضد الفساد والفاسدين ليست معركة يوم أو يومين أو عام أو عامين»، لم تسعني الفرحة وأنا اقرأ حديث ولي العهد مرات عديدة من عدة وجهات نظر حيث في كل مرة أجد لساني يلهج بالدعاء له، حديث يشبع نهم وشغف المختصين سواء في السياسة أو الاقتصاد أو ما شئت من أي زاوية نظرت اليه ستجده يمنحك الأسباب التي تجعلك تشعر بالفخر والانتماء لوطن عظيم بدأ يأخذ حجمه الحقيقي وأهميته بقدوم هذا الفارس الفذ والشجاع الذي سيخلده العصر الحديث عند الحديث عن الزعماء الملهمين، كشف المجدد جميع الأرقام أمام الجميع ضاربا المرجفين والأعداء في مقتل حيث ما تم تحقيقه خلال أربع سنوات يعادل منجزات أكثر من أربعة عقود، هذا الحديث بحد ذاته خطوة تاريخية غير مسبوقة، حديث يكشف بأن بلادنا تملك قائدا اسطوريا يعتبر معجزة من معجزات العصر الحديث.