كيف أبدأ تجاه العزيزة التي فقدتها في حياتي أختي هيا بنت عبدالله بن علي الربدي (أم ناصر) رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته والتي رحلت إلى رحمة الله تعالى مساء الأربعاء 19 - 3 - 1442هـ بعد معاناة قصيرة مع جائحة (كورونا) نحسبها شهيدة إن شاء الله.
المصاب جلل والفراق مرير والحزن عميق والدمع غزير. لكن عزاءنا تلك الجموع التي حضرت للصلاة على جثمانها مع الأعداد الكثيرة التي لم تنفصل خلال أيام العزاء. وكلها تلهج ألسنتها بالدعاء لها من الله العظيم بالرحمة والمغفرة.
سنذكرها إن شاء الله ما دام لنا أياماً في الحياة من رب العباد
سنذكرها إن شاء الله وهي المرأة الصالحة الطاهرة من الجيل الأول عرفت ربها وأدت حقوق زوجها كاملة. أسهمت بكل رفق ومحبة وشفقة بتربية أولادها وبناتها بأسلوب راق يظلله العطف والرحمة والحنان.
سنذكرها إن شاء الله وقد عشت معها أيام طفولتنا ونحن.. في منزلنا القديم في ذاكرتي صور مرحها وحيويتها ودفاعها عني من شقاوة الأطفال الذين نلعب معهم.
سنذكرها وهي شمعة مضيئة بين اخواني وأخواتي باسمة المحيا نبيلة الأخلاق كريمة اليد عفيفة اللسان، صافية الروح يدها ممدودة بالعطاء والسخاء ولسانها يقول ما في قلبها من المحبة الجياشة المملوءة بالصدق والترحيب والإكرام، الابتسامة تشرق في وجهها ومن قلبها.
وأذكرها وهي زائرة كل مرة لمنزلي يتقدمها رائحة الحب وعطر الجمال ونعمات الانشراح وسلامة الصدر وتعلو صيحات أبنائي برؤية عمتهم أم ناصر فرحاً وحباً وسماعاً للأحاديث معها. تتحدث مع الجميع كباراً وصغاراً وتكرر دعوات صادقة من الله الكريم أن يحفظهم.
سنذكرها إن شاء الله صباحًا ومساءً بدعوات لنرفعها لرب السماوات والأرض. اللهم نور مرقدها وعطره وطيب مضطجعها وآنس وحشتها وارحم غربتها ونفس كربتها واجعل أعمالها ترجح في الميزان واغدق عليها شآبيب الرحمة والغفران.
أقول إن أم ناصر رحلت جسداً لكنها باقية في قلوبنا وما يشفع لي ويخفف من لوائج الحزن والألم في نفسي ونفوس أبنائها وبناتها هو إيماننا بقضاء الله وقدره وان هذه سنة الله في خلقه وقولنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} جمعنا الله وإياها ووالدينا واخواننا وأخواتنا في دار كرامته ومستقر رحمته إنه جواد كريم.
** **
- محمد عبدالله علي الربدي