د.عبدالعزيز العمر
كشفت دراسة نفذت على الأحداث المسجونين أن نسبة كبيرة منهم لديهم درجة عالية من الضعف الشديد في مهارتي القراءة والكتابة، من جهة أخرى كشفت كثير من الدراسات (أتمنى لو أن المساحة تكفي لذكرها هنا) أن الذين يشقون طريقهم في الحياة بنجاح هم أولئك الذين يمتلكون في بداية تعليمهم مهارات عالية في القراءة والكتابة، ولا عجب في ذلك، فالقراءة الكتابة توصف بأنه مهارات منتجة، أي أنها مهارات تمكن صاحبها في كسب مهارات تعليمية أرقى وأعمق. نستخلص مما سبق أن حاجتنا إلى السجون سوف تقل بقدر ما نفتح مزيدًا من المدارس المؤهلة بكوادر تعليمية مميزة وبتجهيزات تعليمية نوعية. بل إن بعض دول شمال أوروبا المتميزة تعليمياً أغلقت كثيراً من سجونها لعدم الحاجة، واستثمرت مقرات سجونها في مناشط أخرى، بل إن بعض هذه الدول عرضت تأجير سجونها. ولعلنا نتذكر هنا أنه عندما ثبت الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حكمه لهذه البلاد الطاهرة كانت خطوته الإصلاحية الأولى فتح المدارس لتستقبل جموع المواطنين، فهو رحمه الله كان على يقين أن التعليم والتعليم فقط هو الذي سوف يؤسس لبناء مواطن صالح منتمٍ لمجتمعه ووطنه. بالطبع لم تعد مهارتا القراءة والكتابة تكفيان اليوم أجيال المتعلمين لمواجهة مستجدات وتحديات القرن الحادي والعشرين، فكان لا بد للمدارس اليوم أن تقدم لروادها ما يسمى مهارات التعليم في القرن الحادي والعشرين.