حمّاد بن حامد السالمي
نشر كاتب إيراني منصف يعيش في ألمانيا هو (محمد طاهر)، كلاماً مؤثرًا هو عين الحقيقة وصلب الواقع قال: للّه ثم للتاريخ؛ إن كنت أفغانيًا؛ فإيران هي من أدخلت الأمريكان إلى كابول. وإن كنت عراقيًا؛ فإيران من ذبح أبناء السنة هناك، وساعد الاحتلال الأمريكي.
وإن كنت سوريًا؛ فإيران من دعم النظام الدموي، فقتل وقتلوا مئات الآلاف من السوريين. وإن كنت لبنانيًا؛ فإيران من قوّض حكومتك، وشكل مليشيات مسلحة، وأسماها حزب (اللات) لتنخر عظام دولتك.
وإن كنت يمنيًا؛ فإيران هي من دمّر بلدك عن بكرة أبيه، ودعمت الانقلاب الغاشم، وسلحت جماعة الحوثي الإرهابية.
إن كنت ضد الشرك؛ فإيران قد شرعنته، واتخذت من قبور ومراقد (أوليائها) معابد. إن كنت ضد السرقة وأكل أموال الناس بالباطل؛ فإيران قد شرعنت سلب أموال الناس تحت يافطة الخُمس. إن كنت ضد الزنا؛ فإيران تروج له وتدعو إليه تحت مسمى زواج المتعة. إن كنت تحب النبي- صلوات الله وسلامه عليه- فإيران قد أباحت عِرض الرسول، وطعنت في أزواجه أمهات المؤمنين. إن كنت من محبي صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإيران قد سلختهم سبًا وقذفًا ولعنًا. إن كنت من محبي سنة النبي الكريم؛ فإيران أنكرت السنة بالكامل. إن كنت تكره الموبقات مثل النفاق والكذب والغدر ونقض العهود؛ فإيران تتعبد بارتكاب الموبقات تحت ذريعة التقية.
ثم يضيف: إن كنت من الذين يحبون كتاب الله ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار، فإيران تشكك في كتاب الله عز وجل. إن كنت مجاورًا لإيران؛ فتأكد أنها تتآمر عليك!!
ثم يختم الكاتب الإيراني قائلًا: الفرس لا دين لهم، ولا عهد ولا ذمة ولا أخلاق. إنهم الضلالة والخبث، صنّاع الفتنة والمكائد، جمهورية البغاء والشرك. ألا هل بلغت..؟ اللهم فاشهد.
قلت: ويشهد عباد الله أجمعين على قولة الحق هذه إلى يوم الدين.
كل ما قال به هذا الكاتب الإيراني المنصف عن قومه وحكومته صحيح، وهو شهادة شاهد من أهلها غير منقوصة. نحن نسأل كذلك: هل إيران الملالية هي من عندها دخلت العراق وسورية ولبنان على دباباتها وبقوة عسكرها ومدرعاتها وطائراتها فاحتلتها..؟ وهي من عندها ركبت سفنها وبواخرها ودخلت صنعاء فاحتلت اليمن..؟ مثلما شهد شاهد من أهل إيران بالحق، فسوف نقول كلمة حق في حق أنفسنا نحن العرب؛ من أولئك الذين تستعمرهم وتستعبدهم إيران الصفوية، سواء في العراق الجريح؛ أم في لبنان الذبيح؛ أم في اليمن الطريح. أم في سورية وما أدراك ما سورية. ويصح أن نقول هذا عن المستعمرات الجديدة للترك في بلاد العرب؛ في سورية وليبيا ومياه الخليج.
هل الذين يحملون السلاح في مدن العراق تحت ألوية الحشد الشعبي إيرانيون..؟ وهل من يوجه البندقية إلى صدور الأبرياء في أنحاء سورية ويدمر المدن إيرانيون..؟ وهل عناصر حزب الله الذي يقتل ويدمر في لبنان إيرانيون..؟ وهل الحوثيون الذين يسحلون في أبناء الشعب اليمني إيرانيون..؟ أو المرتزقة في ليبيا وفي شمالي سورية أتراك..؟ صحيح أنهم يمولون ويدارون ويوجهون من إيران وتركيا؛ لكنهم في نهاية المطاف عرب يقتلون في إخوانهم العرب، وعرب يخونون عروبتهم، ويبيعون أوطانهم، ويقتلون أهلهم وعشائرهم بدماء باردة.. بل فاسدة.
لم تصل إيران إلى عواصم العرب الأربع- بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء- ولم تصل تركيا إلى الشمال السوري وليبيا والصومال ومياه الخليج؛ فتحتلها وتربع فيها؛ لولا رغالية وعلاقمة جُدد من أبناء جلدتنا نحن العرب في تلك البلدان، هم من دلّ الغرباء على أهلهم وأرضهم وعِرضهم، وسهل لهم المرور، وفتح لهم نوافذ ثم أبواب بلدانهم.
إن الرغاليين والعلاقمة الجُدد في (بلاد العُرب أوطاني)؛ هم سماسرة جُدد، لمستعمرين جُدد؛ من فرس وترك، جلبوا إلى بلدانهم الذل والعار، بشعارات دينية ومذهبية، يلتقي عندها الكَذَبة من كافة الطوائف: (شيعية وسنية. إخوانية وداعشية وقاعدية)، والهدف واحد: ولاية للفقيه، وطاعة للخليفة؛ بعد إسقاط الدول العربية القُطرية واحدة تلو الأخرى.
إن رغاليي العصر وعلاقمته؛ هم أحفاد أبي رغال الثمودي، ومحمد العلقمي الأسدي. الأول قاد جيش أبرهة الحبشي الغازي لمكة لهدم الكعبة المشرفة؛ بعد أن بنى كعبة الغليس الحبشية في صنعاء؛ لصرف العرب عن مكة، فأحدث فيها عربي ساخط، فقامت قيامة ملك الحبشة، ليأمره بهدم الكعبة المشرفة. العجيب أن الغزوة التي قادها فيل كانت في سنة 571م، الموافقة لعام ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم. بعد حوالي سبعمائة سنة؛ ظهر خائن آخر، دلّ التتر وقاد هولاكو لاحتلال بغداد عاصمة الدولة العباسية. هو محمد العلقمي الأسدي.
من المؤكد أن أبا رغال والعلقمي ينتميان إلى آباء وأجداد سابقين لهما، فيهم خصلة الخيانة لأهلهم وأوطانهم، ومن ثم، فإن ما نراه من تشرذم واضطراب وفقدان للأمن، ووجود إيراني وتركي في أكثر من قطر عربي، إنما هو بفعل الأشرار العرب أنفسهم، معتنقي مذهب ولاية الفقيه الفارسي، وخادمي حركة الأممية الإخوانية، الساعية لخلافة عثمانية جديدة. هل يوجد أنذل واحقر ممن يخون وطنه فيدل الأغراب عليه..؟! ويصبح أداة قتل وتخريب فيه بأمر الفرس والترك..؟! ما أصدق هتلر يوم قال: (أحقر الأشخاص الذين قابلتهم هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم)..!
إلى متى وهؤلاء الأشرار يخونون ويغدرون ويقتلون ويخربون..؟ ألم يعرف هؤلاء العملاء الأذناب ولاءً لوطن، وحميّة لأهل، وانتماءً لتاريخ وأصل..؟
قال كامل الشناوي:
وطني.. وما وطني سوى ديني فلا
عجبٌ أصاول دونه وألاحي
أزجي له الصلوات.. أحمل همّه عنه
أضمد جرحه بجراحي
بهواه مختالاً شمخت بهامتي
وخفضت من فرط الولاء جناحي