استحضرت الشاعرة والكاتبة الدكتورة وفاء خنكار، خلال حديثها لـ«المجلة الثقافية»، مسيرة قرن من الصحافة السعودية، من خلال وقفات تأملية، بمثابة لافتات على مسيرة الاسهامات الصحفية لمشهدنا المحلي في المملكة، وعلى مستوى الحراك الصحفي العربي، مستهلة حديثها بقولها: في السابق كانت الصحافة الأداة المهيمنة على الساحة الاعلامية لصناعة (الفعل) وعلى ( ردود الفعل)، إضافة إلى تشكيل سيناريوهات الأحداث والأشخاص.
كما وصفت وفاء ما تشهده اليوم صحافة المؤسسات، من تحولات على مستوى البيئة الاتصالية المعولمة عامة، وعلى مستوى وسائط اتصالها التكنولوجية، بقولها: وفي الوقت الراهن في زمن العالم الرقمي فقدت الصحافة الورقية كثيرا من وهجها، وزاحمتها الوسائط المتعددة وهذا من التحولات الطبيعية للتسارع المعرفي والرقمي الذي تمر به المجتمعات في الألفية الجديدة.
وبالعودة إلى ذاكرة مسيرة قرن من الصحافة السعودية، قالت خنكار: لقد كانت الصحافة سابقا مزدحمة بالكتّاب والقرّاء، وادارة الحدث بشكل متفرد وجذاب، وكانت بحق السلطة الرابعة القائدة، فقد ساهمت في صناعة الكثير من التحولات والأسماء التي نراها اليوم بالساحة، إلا أن هذا الدور أخذ في التراجع بشكل كبير في ظل الصحافة الالكترونية والوسائط الرقمية، إلا أنه مع كل ما تشهده الصحافة الورقية من تراجع، فإن المرجعية التوثيقية تبقى لها عبر الزمن مهما تقادم، فهي المرجع الآمن الموثوق الذي لا يتبدل ولا يتحول، ولا يمكن اختراقه أو التشكيك في مصداقيته، كما هو الحال في عالم الرقمنة ووسائطها.
وختمت وفاء حديثها عن مسيرة قرن في مسيرة الصحافة السعودية، بقولها: تبقى الصحافة المؤسسية مصنع التاريخ المتجدد المحتفظ بأرشيف الذكريات، الذي يحمل بطياته الحنين والشغف والفضول الذي يسلب لبّ القارئ بعيداً عن ضجيج الوسائط والمواقع الألكترونية المشوبة بالكثير من الكذب واللامصداقية.