لم يغفل الملك عبد العزيز – يرحمه الله – دور الصحافة منذ تأسيس الدولة السعودية بل جعلها السفير المحلي والعربي والإسلامي والعالمي لنقل ما شهدته وتشهده المملكة العربية السعودية من نقلات نوعية وطنية تواكب مرحلتي التأسيس والتوحيد حيث أنشئت صحيفة «أم القرى» في أواخر عام 1924م واكبها صدور صحيفتي «صوت الحجاز – والمدينة المنورة» إلى جانب ثلاث مجلات هي «الإصلاح، المنهل، النداء الإسلامي» ومطبوعات أخرى كثيرة بعضها توقف وبعضها واصل الصدور إلا أنه وحسب تاريخ الصحافة السعودية فقد تم إجراء أول لقاء مع الملك عبدالعزيز –يرحمه الله - في جريدة الدستور العراقية عام 1913م قبل ما يزيد عن مائة عام.
ومع تطور المملكة العربية السعودية تطور معها الإعلام كوزارة بوجه عام حتى أصبح له وزارة مستقلة بذاتها بعد فصلها عن توأمتها الثقافة في خطوة موفقة واكبه تطورالصحافة والمجلات الورقية على وجه التحديد حيث توالى إنشاء وصدور عشرات الصحف والمجلات السعودية في الداخل والخارج بواسطة الأفراد حتى تحولت لصحافة المؤسسات التي ما زالت تقاوم الإغلاق حتى اليوم وصولاً للصحافة الإلكترونية اليوم إلى جانب الورقية ومن بينها صحيفة الجزيرة التي دخلت عقدها السابع والتي تعد واسطة عقد الصحف اليوم بوقوفها بثبات وسط موجة إغلاق الكثير من الصحف العالمية بسبب عدم جدواها الاقتصادية والزحف المتسارع من الصحافة الإلكترونية.
في العام المنصرم تم اختيار الرياض العاصمة لتكون «عاصمة الإعلام العربي 2018/ 2019م وهو اختيار موفق بعد أن شهدت وزارة الإعلام تطورات يواكبها مصداقية ومهنية شارك في تأطيرها شباب سعودي وكتّاب معروفون محلياً وعربياً وعالمياً ناقشوا من خلال طروحاتهم ومقالاتهم شؤون محلية وخارجية في عدة موضوعات سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية وثقافية وفنية واكبت التطور الذي شهدته الصحف العالمية بين الأبيض والأسود وصولاً للصحف الملونة شاركت في تغطية جميع الأحداث والمناسبات التي شهدتها المملكة وقدمتها بمصداقية واحترافية مهنية.
واليوم وإعلامنا السعودي يحتفل بمرور مائة عام على نشأته في عهد المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان عهد الانفتاح على العالم من خلال تنوع المنتج الإعلامي الإذاعي والصحافي والتلفازي ومن خلال اتساع قاعدة التواصل الاجتماعي عبر الوسائط المتاحة التي تعطي الحرية المنضبطة للتعبير بما يتفق وثوابت الوطن وأنظمته الذي لاقى قبولاً عالمياً وإشادة بما يتم طرحه دون التدخل في شؤون الأوطان إلا بما يحقق السلم والأمن العالمي فنبارك لبلادنا ولوزارة الإعلام هذا الاحتفاء المستحق.
** **
- د. عبد الله أحمد غريب