مائة عام من الصحافة السعودية عنفوان فكري.. تسفح بدورها (النخوة..والأوسمة.. والنبل) ملء المدى!!
بلى فقد تقدت الصحافة (في الوطن) طيلة 100 عام في حشى الأرض، لترسم (بالعظماء والرواد والبارزين والخبراء والمتفوقين) بعدهم النابغ الذي لا تقوى عليه الصفحات!!
وعندما تأسست دور الصحافة، جعلت من أهم أهدافها (نشر الدور التنموي كوسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري والارتقاء بالمجتمع ضمن تخطيط شامل متكامل والتأثير السلوكي على وعي ووجدان الجماهير فقامت الصحافة السعودية بدور كبير في تبصير المجتمع ورصد الأوضاع الاجتماعية والثقافية الاقتصادية والسياسية والأثر البالغ للتنمية الشاملة وتسخير كل الجهود والإمكانات للتطوير والتحديث والتحسين أما وضوح الفلسفة الإعلامية التي نشأت تلقائياً مع نشأة الصحافة كانت المعين الحقيقي للحماسة للصحفي السعودي ولطاقته الجديدة المتجددة التي بدأ بها الصحفي يمارس عمله والتي نبعت من القيم والأسس الصادقة لإقناع الناس بحقيقة حياة الأخلاق والمعتقدات القوية والراسخة والواضحة كما أن الصحفي السعودي بدأ بإظهار الأنس والدماثة والاحترام والعطف وغير ذلك من الصفات التي تحدث رد فعل مناسب في نفس القارئ قبيل قرن من الزمان تجاه متغيرات تدعيم روابط التنمية الاجتماعية والإفصاح عنها فكانت (الصحافة آنذاك ) قادرةً على النجاح والنبوغ..
ولو كان حين يكون الصقيع ببرودة الزمن في شتاءاته أو حين الهجير..وهكذا.. بدأت (صحافتنا) واسعة الحيلة ومتمكنة وعاملة وخلاقة ومتميزة اعتمدت على الفهم العميق للنظام والجمال وإحساس القارئ بالمجتمع وبذل الجهد لإقناعه بأنها متسامحة حيال جميع شرائح المجتمع والرقي للولاء للوطن بكل الصدق والاحتشام ومراعاة قواعد اللياقة العامة عندما يركض يمنح الأبعاد من فنه عباءة بلون السماء وبطعم الإبداع.. لأنه جُبل على تعددية النجاح واستذواق مائه من ينبوع الفكر السامق، حيث (لغة الطموح القح) التي تقول ذاتها بعد اسم الله!! فكان لحرارة الوعد الذي عندما قطعه على نفسه.. لا بد وأن يكون في طاقته القدرة الفاعلة على تحقيقه.
وكانت (الصحافة) عيناً بصائرية منذ بدأت من أكثر من (100)، فكانت (قدرتها) سجايا عطاء ترى وتصحح وتشيع في غرف الكون القيم المضيئة وتقتلع من (تربة الإنسان) جذور الحيف.
ومن ذلك الوقت نما الصحفي بالصحافة نمواً مهنياً واجتماعياً وانفعالياً فقامت الصحافة به على أساس النظر بعين الاعتبار لهذه النواحي فامتلك طقوس العطاء والبذل بمرود شيمته ونخوة إنجازاته، فتفوق في مناهج الرأي العام والدعاية والاعلام والعلاقات العامة برأس ودماغ ثقافي (سيكولوجي سيسيولوجي) وعين لا تخطئ الدريئة.. بل تزف ذاتها بالنبوغ في اشراقة ومضٍ خلب!!
وأصبحت صحافتنا بصحفيينا فكر وبصيرة تحدّق في هذا العالم باستمرار وتصر على تمتين (الصفوة).. وهو على رأي (جان جينيه) طائر جواب يحط ترحاله بين (صليل أسلحة الثقافة والعلم والأدب) ذات اللمعان الخاطف.. كما باتت تحط ترحالها بين (حدائق الأوسمة المزهرة) في منصات الوطن والتتويج والانجاز وأضواء الفكر.
** **
- د. عدنان المهنا