لو حاولت أن أفرك ذاكرتي فسأعود إلى زمن الطفولة الذي كانت تأتيني فيه بعض الجرائد،
مثل (أم القرى)، وجريدة (الأضواء) التي توقفت عن الصدور، بل كانت مجلة (المنهل) تأتي إلى المدرسة الابتدائية التي أدرس فيها، التي كان أكثر ما يشدني إليها قصائد شاعر الجنوب محمد علي السنوسي.
كانت هذه مرحلة. أما المرحلة الثانية فكانت وأنا في جازان لأقرأ (عكاظ) و(الندوة) و(البلاد) و(الرائد). وهذه الأخيرة كانت تحرر صفحة أسبوعية خاصة بجازان، كان من كُتابها الإخوة هاشم عبده هاشم وعلوي الصافي ومحمد الدريبي.
هذه لمحة مختصرة لصحافة ذلك الزمن الذي تكتب الأخبار، وتمنح حيزًا كبيرًا للرياضة. وكان الأخ هاشم - بعد سفره لجدة - من أبرز الكُتاب الرياضيين.
وكنتيجة للتطور الصحفي صدرت جرائد (الرياض) و(الجزيرة) و(اليوم)؛ الأمر الذي أوجد تنافسًا شديدًا في المادة التحريرية والتبويب والإخراج، وظهور كُتاب ناشئين، كان لعدد منهم أعمدة ثابتة.
ولعل الفترة التي كانت أشد ألقًا هي فترة ظهور (الحداثة) التي أشعلت الساحة بين مؤيد ومعارض في صحف عدة، مثل الندوة وعكاظ و(المدينة) و(الرياض)؛ إذ احتدمت حدة الآراء، واشتعل أوار النقد بين نقاد ملؤوا الساحة.
وصاحب هذا الاحتدام الفكري تطور تقني - حسب مستجدات العصر - وظهرت صحف جديدة، مثل (الوطن) و(الشرق). كما ظهرت مجلات ذات صبغة عربية شاملة، مثل مجلتَي (الفيصل) و(المجلة العربية).
وخلاصة القول: إن الصحافة السعودية استطاعت أن تواكب نهضة هذا الوطن، وتقف إلى جانب الصحف العالمية الأخرى.
** **
- إبراهيم مفتاح