اليوم نحتفل بمناسبة مرور 100 عام على بلاط صاحبة الجلالة كما يروق للبعض تسميتها (الصحافة)، فمنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- في استشعاره لأهمية الإعلام والصحافة بتأسيس صحيفة أم القرى بمكة المكرمة عام 1343 هـ الموافق 1924م والصحافة تنشر الإبداع والثقافة في المجتمع السعودي حتى تخطت الحدود وأصبح الكتاب والصحف السعودية لديها المتابعين في أقطار الخليج والعالم العربي.
إن القارئ للمشهد الثقافي السعودي ليجد بأن الصحافة السعودية كانت مرفئ ومنارة أنارت الدروب لكثير من المطلعين على الصحف سواء المتعلم أو الأمي، حيث إن المتعلم يزيد من حصيلته العلمية والثقافية عبر ما يطالعه من المعلومات وأخبار صحفية لها أثر كبير في زيادة حصيلته وتفتح مداركه وأفكاره بل كانت أيضاً متنفساً لكثير من أبناء وبنات الوطن في نشر عبيرهم الفواح ودررهم المكنونة من خلال ما يكتبون وينشرون.
الجدير بالذكر أن الصحافة كانت ولا تزال نعم كانت ولا تزال حتى الآن وهي منارة لنا كمتابعين للمشهد السياسي والثقافي والفني والرياضي بما تزخر به من أصحاب أقلام وفكر في تحليل ونقد ما يحدث من حولنا من أحداث في شتى المجالات والأصعدة مما يثري فكر القارئ وينعشه. ما أود أن أسلط الضوء عليه هنا أن الصحافة كانت بنسبة لنا كمسرحيين -أن أذنوا لي أن أكون من ضمنهم - فيما يخص الأخبار المسرحية فكانت الصحافة تنقل لنا أخبار المسرحيات في وطننا الغالي وكانت لنا هذه الأخبار إعلاناً عن مواعيد المسرحيات والممثلين وأوقات العروض وأماكن عرضها، وكانت فرحتنا كبيرة جداً بأن ينشر خبر عن مسرحيتنا وتظهر فيه صورنا مع الخبر، ومما يزيد من فرحنا وسعادتنا كأعضاء في المسرحية ومتابعين للمسرح هو ما ينشر بعد المسرحية من نقد وتحليل لما قدم للناس والوصف الجميل من المحررين في نقل الحدث لكل من لم يحضر أو فاته شيء.
أيضاً الجانب النقدي والتحليلي للمسرحيات وهو ما يسمى النقد البناء الذي يقوم ويصوب أخطاء العرض والمسرحية بل يقدم المقترحات في بعض الأحيان.
إن الصحافة السعودية كانت ولا تزال المساند للمسرح السعودي ولسانه الناطق وقلمه المؤثر، فمعظم المسرحيين هم في الأساس صحفيون أصحاب أقلام مؤثرة وبناءة مثل الأستاذ الكاتب محمد العثيم -رحمه الله- والأستاذ الكاتب مشعل الرشيد والأستاذ الكاتب فهد الحوشاني وغيرهم الكثير ممن يكتبون في صحافتنا ويثرون ساحتنا المسرحية بنصوصهم القوية.
إن الصحافة تعتبر هي العمود الفقري لبقية وسائل الإعلام ونهرها الجاري لمن هم في بدايات الطريق إن صح القول، فمعظم كتاب المحتوى والمعدين في وسائل الإعلام الأخرى يأخذون المعلومة من الصحافة ويبنون الإعداد للبرنامج والأسئلة ناهيك عن القصص والأحداث بل أن بعض البرامج يطلق عليها اسم الصحافة مثل صحافة اليوم وأخبار الصحف ونحوها، أضف إلى ذلك أن أغلب البرامج الحوارية سواء في الإذاعة أو التلفزيون يكون المحاور أو المقدم صحفياً، وذلك لما يملكه من ملكه في قطف الكلمات المؤثرة والمثرية للموضوع وطرح الأسئلة التي تزيد من حيوية الحوار وتثريه.
ختاماً شكراً لك يا صحافتنا.. وكل عام وأنت بألف خير وعقبال 100 سنة أخرى حافلة بالنهضة والثقافة والتأثير البناء في ظل حكومتنا الرشيدة حفظها الله وسدد خطاها.
** **
- عبدالعزيز العبدان