الكاتبة والتشكيلية عضو جمعية الثقافة والفنون بالرياض الأستاذة صالحة بنت زين الشيخي، وصفت مسيرة قرن من الصحافة السعودية، وما شهدته عقود من هذه المسيرة، من إسهامات المرأة السعودية عبر فنون الصحافة المختلفة، وخاصة في المرحلة الثالثة من مراحل الصحافة السعودية (صحافة المؤسسات)، قائلة: إن للمرأة السعودية حُضورا مبكرا في المشهد الصحفي؛ وكان ذلك الحضور يتماشى بشكل طردي ومُتنامي مع الحركة الصحفية بشكل عام؛ بكل متغيراتها على مستوى الشكل والمضمون.
ومضت صالحة في حديثها لـ«المجلة الثقافية»، قائلة: لقد كانت المرأة السعودية خلال مسيرة القرن الصحفي، مؤثرة ومتأثرة من خلال ما تُقدمه بمساحتها المتُاحة – أي كانت – وبرفقة زملائها من الصحافيين الذين كان لبعضهم فضل في تقديم الكثير من الأسماء النسائية للمشهد الصحفي؛ فالعمل الصحفي والثقافي على وجه العموم جزء لا يتجزأ من الابتكار والإبداع وإن كان يخضع لمعايير مهنية محددة، إلا أنه يظل نجاحه مقترناً بالثقة بالنفس والإيمان بمبدأ التكامل والتعاون للوصول إلى الغاية الأسمى، وهي توجيه وتغذية الرأي العام بكل ما هو مفيد وجديد.
وتوقفت الشيخي عند اكتمال عقود قرن من الصحافة السعودية، التي تنامى خلالها صوت المرأة السعودية، وإسهاماتها الصحفية قائلة: اليوم بعد هذه الحقبة الزمنية المنصرمة التي لم يغب فيها صوت المرأة فكرياً وثقافياً؛ أرى أنه جاء الوقت الذي يفترض فيه أن يكون الجهد مضاعفا ًعلى المرأة السعودية وكذلك المؤسسات الصحفية والثقافية؛ خصوصاً في ظل ما نشهد من التمكين بمختلف المجالات؛ وهذا الأمر مما لا شك فيه يُساعد على إعطاء مساحة أكبر يُجب أن يُستفاد منها في إظهار الصورة الحقيقية للمرأة السعودية؛ كونها امرأة قادرة على العطاء والمشاركة الفاعلة في صناعة الفكر والثقافة، وأن ذلك لا يتعارض مطلقاً مع مسؤولياتها الأسرية والمجتمعية؛ كما أن مؤسساتنا الوطنية قادرة على أن تكون منتجة لكل ما من شأنه أن يواكب تطلعات المملكة في تبادل الثقافات بين الشعوب.