الصحافة هي أولى وسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية التي عرفها الشعب السعودي، بعد أن أمر الملك عبد العزيز يرحمه الله بإصدار صحيفة (أم القرى 1924 م) فله الفضل بعد الله في الارتقاء بثقافة ومعرفة وبناء المجتمع السعودي وتأسيس إعلامه، ولأن الصحافة السعودية منذ النشأة أخذت على عاتقها تتبع النشاطات الاجتماعية في زمنها، خرج على صفحاتها أخبار المسرح، ذلك المسرح المدرسي، ومن هنا نشأت العلاقة بين المسرح والصحافة، ومع ازدياد عدد الصحف السعودية خلال المائة عام التي مضت، أولت الصفحات الأدبية أو الملاحق الثقافية في الصحف اهتماماً خاصاً بالمسرح بوصفه أدباً وليس عرضاً مسرحياً، لذلك كانت التركيز في البدايات على إبراز النص المسرحي ومؤلفيه أكثر من العرض الذي كان محدوداً، ومع مطلع السبعينات الميلادية التي شهدت زيادة الاهتمام بالمسرح في قطاع التعليم وتأسيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والأندية الرياضية المعنية بالنشاط الثقافي بشكل عام ومنه المسرح بكل خاص بالإضافة إلى الرياضة، يمكن القول على أن بروز اهتمام الصحافة بالمسرح ظهر بشكل لافت، حيث بدأ تخصيص الصفحات الفنية وفصل الفن عن الأدب، وهو ما أتاح فرصة التركيز على متابعة الأعمال المسرحية ونشر التغطية الواسعة عن العروض التي تقدم وإبراز أسماء الممثلين وطاقم فني بشكل عام من خلال ما كتبته أقلام صحفية لامعة، وهنا لعبت الصحافة دورها التاريخي الهام في دعم ومساندة المسرح المحلي والتعريف به وبالمشتغلين عليه من ممثلين وكتاب ومخرجين، فأصبح المسرحيون ينتظرون الخبر الصحفي أو التغطية الصحفية للعرض المسرحي وما كتب عنهم باهتمام كبير بعد كل عرض وحتى الخبر الصحفي الصغير أو مجرد صورة، لممثل مشارك في مسرحية تنشرها الصفحات الفنية لتشكل قيما إعلامية وثقافية كبيرة لأي مسرحي، لذلك أصبحت التغطية الصحفية في تلك المرحلة وثيقة تاريخية هامة وربما وحيدة في حياة تاريخ المسرح السعودي حتى اليوم، وشاهداً على الاهتمام الصحفي التاريخي بالمسرح السعودي، وفي اعتقادي أن الصحافة قادرة على الاستمرار في لعب هذا الدور الالكتروني أيضاً كما كانت ورقياً قبل ذلك مع ملاحظة أن التطور الصحفي الذي نتأمله في المرحلة القادمة التي انطلقت مع رؤية المملكة ( 2030 ) هو توفير كتاب متخصصين في التحليل الفني المسرحي وليس فقط كتابة التغطية ونقل الأخبار، ليكون للصحافة دور وأهمية وفعاليفي المستقبل القريب بإذن الله.
** **
- مشعل الرشيد