(الجزيرة الثقافية) في هذا التقرير بمناسبة مرور 100 عام على الصحافة السعودية، وجهت بوصلتها شمالًا، لتسليط الضوء على حدث إعلامي مثّلَ تجربة إعلامية رائدة في تلك المنطقة «تأسيس أو لصحيفة حائط» عامة، التي تطورت بعد ذلك لتصبح مجلة مدرسية باسم «صوت القريات» عام 1378 هـ. وللحديث عن هذا الجانب وعن دور المرأة في الإعلام السعودي قالت محررة الأخبار السعودية الأستاذة «البندري إبراهيم محمد حبرم» حين طلب الزميل محمد الرويلي، استعراض تجربة والدي الصحافية، بمناسبة مرور 100 عام على الصحافة السعودية، ضمن مواد العدد ترددت وشعرت بصغر حجمي أمام قامة والدي إبراهيم محمد حبرم (1932-2015م)، وقامة هذا الطلب الكبير والذي يشرفني أن أقدمه لكم ولجريدة الجزيرة العريقة. سأحاول استذكار بداية تجربة والدي في الصحافة وإسهاماته - تلك المرحلة - في المنطقة الشمالية وتحديدًا في «محافظة القريات»، وإن كنت تخنقني العبرة مرات، إذ كنت ابنته الصغرى التي كان لها نصيبًا من الحصول على خلاصة تجاربه ومازلت أستزيد من تلك الخلاصة حتى بعد وفاته رحمه الله، فقد ترك لنا منها إرثا عظيما تتضح معالمه مع مرور الزمن.
وإذ لا يمكن في هذه الأسطر القليلة اختصار مسيرة عظيمة ولكنني سأتطرق إلى تجربته الإعلامية، فقد أسس والدي أول صحيفة حائط عامة تطورت بعد ذلك لتصبح مجلة مدرسية باسم «صوت القريات» عام1378 هـ، وعمل رحمه الله، كأول مراسل صحفي في القريات لصحيفة المدينة المنورة عام 1380 هـ في زمن كانت الصحف نافذة العالم ومصدرا للأخبار والمعلومات، كما وشارك في تأسيس مجلة الشعلة المحلية، ومجلة القريات التابعة للغرفة التجارية، ومجلة الجمعية التعاونية، وتضمنت هذه المجلات والصحف لقاءات صحفية مع مسؤولي منطقة القريات آنذاك وأهالي المنطقة ومؤسسيها، إضافة إلى بعض القضايا الاجتماعية، والمواضيع الثقافية والأدبية والاقتصادية.
وزادت: أضف إلى ذلك تجربته التعليمية والأدبية والثقافية التي كانت جزءًا منه، حيث أثرت في طريقة فهمه للأمور وللأحداث التاريخية المتعاقبة والتي صقلت شخصيته الإعلامية.
وعن دور الإعلامية السعودية ذكرت الإعلامية البندري إبراهيم حبرم: أن للمرأة السعودية دورا بارزا في الإعلام، وأثبتت تميزها ونجاحها في عالم الصحافة لما تتمتع به من قوة حدس ساعدتها على ممارسة العمل الصحفي في كافة مجالاته، فقد تمكنت من نقل الصورة الواقعية لقضايا الأسرة والمرأة والطفل، وطرحها للقضايا المهمة التي تدور في المجتمع، إضافة إلى كتاباتها في السياسة والاقتصاد وغيرها..، وأثبتت أن الصحافة عمل إبداعي وأنها أهل له.
وأضافت أن الإعلامية السعودية تخطت كل المصاعب التي كانت تعيق مواصلتها للنجاح بفضل من الله ثم بدعم القيادة الرشيدة، والتي وضعت من أولويات رؤيتها 2030 تمكين المرأة، وأثبتت المرأة جدارتها بأدائها المتميز والقوي حتى أصبحت من الكوادر ذات الحضور الإعلامي وباتت مطلباً للمؤسسات الإعلامية، واليوم نجدها في أهم الوسائل الإعلامية محليا وعربيا وعالميا، تعمل باحترافية وتتوق إلى التطور والتقدم.