كنت حقاً من المحظوظين، حين عملت في المجال الصحفي متعاونا في السبعينات الميلادية، فكما هو معروف ان الصحافة السعودية ومنذ تاريخها القديم ابان الحكم العثماني تولي اهتماماً لإدارة الصحف والمجلات، الأدباء والمثقفين.. ومن الأدباء والشعراء الذين أصدروا صحفا ومجلات قبل عهد المؤسسات الصحفية، الأعلام الرواد عبد القدوس الأنصاري واحمد عبد الغفور عطار ومحمد صالح نصيف وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس ومن الرواد الذين تولوا رئاسة التحرير محمد حسن فقي محمد حسن عواد محمد حسين زيدان عبدالله جفري عبدالله خياط عبد الله مناع احمد وصالح جمال. لذا كنت محظوظا حين عملت مع عدد منهم وتقربت منهم وتعلمت الكثير منهم.
في تجربتي مع صحف المدينة عكاظ البلاد الندوة الرياض ومجلات اقرأ المنهل الفيصل، كان المجال الذي عملت فيه الصحافة الأدبية وهذا هو سر اكتسابي من علاقاتي مع الأدباء وهي علاقة امتدت لمرحلة مهمة في تاريخ الصحافة السعودية حين تأسست الأندية الأدبية في التسعينات الهجرية فقد استمرت علاقتي بالأدباء والشعراء الأساتذة محمد حسن عواد حسن القرشي إبراهيم فودة عبد السلام الساسي عبد الفتاح ابو مدين عبدالله ابن ادريس. تميزت الفترة التي بدأت فيها الأندية الأدبية تحقق أهدافها حين نهضت بالحركة الأدبية واحدثت تغييرا وتطورا متميزا للمشهد الثقافي عطاء متنوعا، نتيجة للتعاون المثمر بين الصحافة و الأندية الادبية، وقد اثبتت الدراسات الجامعية والأدبية أن صفحات وملاحق الأدب في الصحف والمجلات السعودية ازدهرت وكان أثرها كبيرا في ظهور حركة إبداعية ونقدية امتد تأثيرها للعالم العربي.
وقد كان ما يثار من قضايا أدبية وما قدمته منابر الأندية من أصوات إبداعية شعرا وسردا ومن نقاد كان مؤثرا ومقدرا ومحسوبا. كانت سعادتي وسعادة زملائي في مجلس إدارة نادي جدة الأدبي رئيسا واعضاء حين كان لا حد لها ونلمس حجم الأثر الذي تتركه نشاطات النادي سواء ما يصدر عن النادي من مؤلفات وما ينظمه من محاضرات وندوات وامسيات.
وقد كانت الصحافة تحتفي به وتغطيه بحرفية صحفية متميزة. يحسب ضمن نجاح مسيرته وتطورها..
لهذا كنت محظوظا في استثمار تجربتي الصحفية والأدبية في مرحلة مهمة في تاريخ الصحافة السعودية والحركة الأدبية والثقافية.
** **
- محمد علي قدس