وصف رئيس نادي نجران الأدبي الثقافي الأستاذ سعيد آل مرضمة، إسهامات الصفحات الثقافية والملاحق الثقافية الأسبوعية عبر مسيرة الصحافة السعودية، قائلاً: الإجابة على مثل هذا السؤال تحتاج إلى صحفي ملم بمسيرة تلك الصفحات والملاحق الثقافية، لكني سأجيب كمتابع شغف لها، وأرى أنها واكبت مرحلة مهمة في تاريخ الثقافة وصراع المراحل، وقامت بدورها في وقته، ولا يمكن إغفال ذلك الدور الريادي الذي تمثل في تقديمها للمنتج الثقافي المحلي والعربي والعالمي للجمهور من خلال النشر والقراءات على اختلافها، نقدية وانطباعية.. وفي الواقع كنا وما زلنا بحاجة إلى ذلك الحراك الصحافي.
أما الدور المأمول من صحافة المؤسسات تجاه الوظيفة (الثقافية) أمام ما تشهده صحافة المؤسسات من تحولات، فقال آل مرضمة: دعني أقول لك بوضوح بأن زمن الصحافة التقليدية بدأ بالتهاوي بقوة، وبالتأكيد ستنقرض وهو ما يحدث الآن كمسمى رئيس قسم (الثقافة)، وهي التسمية التي يمكن قبولها كموقع إداري لا أكثر، والتعويل عليه يعني ترنح تقييم المنتج الأدبي الذي ستقدمه تلك الصفحات، أضف إلى ذلك أن الثقافة ليست وظيفة على الإطلاق، لكنها كمفهوم مهني موجودة في العالم الغربي ونحن لم نستوعب بعد هذه الصفة.
ومضى آل مرضمة في سياق حديثه عن هذه التحولات، التي تواجهها صحافة المؤسسات عامة، والنهوض بالوظيفة الثقافية خاصة، قائلاً: التحولات التي فرضتها التقنية للأسف لم نستفد منها إلى الآن بالشكل الجيد لتوظيفها لخدمة الثقافة، والسبب من وجهة نظري أننا نتعامل معها كما نتعامل مع الصحافة التقليدية، وهذه مهمة الصحافي الذي أظنه لم يستوعب بعد ضرورة التعامل مع المتغير الجديد، ولازال يعيش مرحلة الصدمة، وهي حالة موازية تشبه إلى حد بعيد صدمة الحداثة الأدبية في أول ظهورها في أدبنا السعودي.