استهل الناقد والكاتب الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، حديثه لـ«المجلة الثقافية»، بمناسبة مرور «مئة عام على مسيرة الصحافة السعودية»، قائلاً: تستكمل صحافتنا السعودية بعد أشهر مئة عام من مسيرتها الصحفية، في مسيرة العطاء الثقافي والأدبي، وإذا نظرنا إلى نشأة الصحافة في العهد السعودي التي بدأت بصحيفة (أم القرى)، وإذا ما نظرنا إلى هذه الصحيفة في بدايتها الأولى، فإننا سنجد أنها تتبنى نشر الشعر، ونشر المقالات الأدبية والأخرى الثقافية بمفهوم الثقافة الشامل.
* أما عن حديث البدايات للصحافة السعودية، في مطلع قرن من مسيرتها، فوصفها الربيّع قائلاً: إذا ما أمعنا النظر أيضاً في بدايات صحيفة «أم القرى»، في وقت مبكر، وكذلك وصحيفة «صوت الحجاز»، كانتا من أهم المصادر لدراسة الأدب السعودي في الفترة المبكر، لأنهما وفرتا للدارسين والباحثين النصوص الشعرية والأخرى النثرية في عامة فنونها الأدبية والإبداعية، ووفرتا أيضاً الدراسات النقدية وإن كانت في مجملها انطباعية أكثر منها نقدية، وفقاً للمدارس الحديثة.
* وعن استحضار وقفات من ذاكرة الصحافة السعودية عبر قرن، مضى الربيّع في حديثه في هذا السياق، قائلاً: كما أننا عندما نستطلع عبر هذه الاحتفاء بمسيرة البدايات الصحفية في المملكة، فإننا سنجد أن المسؤولين عن هيئاتها التحريرية هم من الأدباء، والشعراء، ولو استعرضنا العديد من أسماء رؤساء التحرير، و عامة ما نشر في الصحافة خلال العقود الأولى من مسيرة صحافتنا السعودية، فإننا سنجدهم أيضاً يشكل محتوى ثقافي وأدبي، سواء ممن ينتسبون إلى تحريها أو من عامة الذين ينشرون في الصحف، وبصفة خاصة في فترة صحافة الأفراد.
* وللوقوف مع البعد العميق «الأدبي» خاصة، و«الثقافي» عامة، خلال العقود الأولى من مسيرة الصحافة السعودية، أضاف الربيّع: يمكننا تبعاً لذلك القول أن الأدب السعودي في المملكة العربية السعودية، نشأ في ظل الصحافة، وبالتالي فالصحافة لها فضل على الأدباء، لما أتاحته لهم من نشر إبداعاتهم، والأدباء لهم فضل على الصحافة، لأنهم الذين دعموا الصحافة بالكثير المتنوع من القصائد، والفنون الأدبية النثرية، والدراسات النقدية، ما يجعل من هذه المسيرة تتسم بطبيعة التلازم بين الصحافة والأدباء.
* وبما أن من وظائف الصحافة، التثقيف، والتوعية، والإخبار، والترفيه، فقد ختم الربيّع حديثه لـ«المجلة الثقافية»، بمناسبة مرور قرن على مسيرة الصحافة السعودية، ودورها في نشر الوعي والفكر والثقافة، قائلاً: دون شك أن الصحافة هي مجال الوعي المبكر، بل ربما تكون هي النافذة الأقوى، أو الوحيدة خلال سنوات، ربما شاركتها الإذاعة ذلك فيما بعد إلى حد ما، لكن الصحافة ظلت البوابة الأدبية الرئيسة لعقود بإسهاماتها الثقافية، في نشر الفنون الأدبية، بما في ذلك المقالة، لتظل الصحافة ذات فضل أيضاً في بروز الكثير من الأسماء الأدبية في ذاكرة الأدب السعودي، والكتاب أيضاً، الذين مارسوا النشر عبر الصحف السعودية لعقود في مسيرة الصحافة السعودية.