د.م.علي بن محمد القحطاني
تثير الأخبار المتداولة حول انتشار فيروس كورونا وعدد الإصابات والوفيات يومياً الهلع في قلوب الناس، غير أن هناك ما يدعو للتفاؤل تبعاً للحقائق الإيجابية التي يتم إهمالها في ظل التركيز على الجانب الكارثي للجائحة العالمية.
يتناقل الجميع أخبار انتشار فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم، وينشغلون بسرد كل المخاوف السلبية التي تثير الذعر والرعب في قلوب الناس وخصوصاً تلك المتعلقة بأعداد الوفيات المتصاعد يومياً. غير أن هناك حقائق إيجابية تدعو للتفاؤل يجب تسليط الضوء عليها، إليك أهمها:
نسبة الشفاء: غالباً ما نراقب عدد المصابين والمتوفين فقط، في حين أن عدد الأشخاص الناجين يتم تجاهله. الغالبية العظمى من المرضى، أي نحو 80 في المائة من الحالات، تكون الإصابة بفيروس كورونا خفيفة جداً إلى متوسطة. وهذا يعني أعراض مثل السعال وبحة في الصوت دون أن يتطور الأمر إلى مستوى أعراض «كوفيد - 19». وهناك من المصابين من لم يلحظوا أي أعراض لديهم.
- فيروس كورونا سيسبب مجموعة من الآثار المؤثرة على المدى الطويل. لا تقتصر على الآثار الصحية فقط.
- ما زال الخبراء يدرسون هذا الفيروس، إلا أن المتفق عليه أن كورونا ليس فقط مجرد فيروس يقتل الإنسان.
- ثبت بالتجربة وبالأرقام أن حصانة القطيع «غير معقولة أخلاقياً وغير مجدية».
- الفيروس مراوغ لوجود مجموعة واسعة من أعراض المرض الذي يتقلب مع مرور الوقت وهي تراوح بين التعب والسعال وضيق في التنفس، إلى التهاب وإصابة الأعضاء الرئيسة، بما في ذلك الرئتين والقلب، وأيضاً الآثار العصبية والنفسية. الأعراض غالباً ما تتداخل ويمكن أن تؤثر في أي نظام في الجسم.
- في الفترة الماضية واجه النصف الشمالي من الكرة الأرضية لحظة صعبة في مكافحة جائحة كوفيد - 19، إذ يشهد عدد كبير من الدول تزايداً مطرداً في أعداد الإصابات.
- تشير الإحصائيات لإصابة أكثر من 50 مليون شخص حول العالم بفيروس كورونا،
- أجمالي التعافى اكثر من 32.780.000 شخص. ولا تعكس هذه الأرقام إلا جزءاً من العدد الفعلي للإصابات، إذ لا تجري دول عدة فحوصاً إلا للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع مخالطي المصابين، تضاف إلى ذلك محدودية إمكانات الفحص لدى عدد من الدول الفقيرة.
- نسبة التعافي على مستوى العالم 66 في المائة.
- وتسبب بوفاة أكثر من 1.250.490 شخص في العالم منذ أن أبلغ عن ظهور المرض في الصين نهاية ديسمبر. أي أن نسبة الوفيات أقل من 2.5 في المائة.
- بلغ إجمالي عدد الحالات في المملكة العربية السعودية 350.592 شخصاًً.
- إجمالي المتعافين بلغ 337.386 شخصاً بنسبة تفوق 96 في المائة من إجمالي الحالات.
- إجمالي الوفيات 5540 شخصاً رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته أي بنسبة 1.58 في المائة فقط.
- الحالات الحرجة 757 نسبة الحالات الحرجة للحالات النشطة 9.9 في المائة حالة.
- معدل وفاة المصابين البالغين 80 عاماً أو أكثر 7.8 في المائة.
- الوفيات نادرة للغاية عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 9 سنوات، بمعدل وفاة يبلغ 0.0016 في المائة فقط.
- بعض دول اوروبا تعتمد إجراءات مشددة لمنع استشراء الوباء مرة أخرى.
- أوروبا تسجل إصابتين بكورونا لشخصين سبقا أن أصيبا بالفيروس وتماثلا للشفاء.
- وبالنسبة للفئات العمرية التي تقل عن 40 عاماً، فلم يتجاوز معدل الوفيات نسبة 0.16 في المائة.
- احتمالية مدة البقاء في المستشفى لمن كان عمره خمسين عاماً وما فوق أكثر من الذين تقل أعمارهم عن ذلك.
- معدل بقاء المصابين في المستشفيات لتلقي العلاج عدة أسابيع مما يؤدي إلى النقص المحتمل في موارد الرعاية الصحية، إذ كلما استغرق تعافي الأشخاص مدة أطول، احتاجوا إلى موارد المستشفيات الثمينة.
- متوسط مدة التعافي منذ بداية الأعراض وحتى الخروج من المستشفى تستغرق 25 يوماً، على الرغم من وجود احتمالية عدم إدخال المرضى إلى المستشفى خلال الأيام الأولى من ظهور المرضى.
ومن بين أولئك الذين تغلب عليهم الفيروس، حصلت الوفاة بعد نحو 18 يوماً من بدء ظهور الأعراض.
- أن تقدير معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد بشكل دقيق «أمر صعب للغاية». ومع ذلك، يعد معرفة عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الفيروس ولو بشكل تقريبي جزءاً مهماً من البيانات التي يمكن أن تساعد في توجيه واستجابات الحكومات وسلطات الصحة العامة، لما يجب فعله.
- معدل وفيات المصابين بفيروس كورونا المستجد منخفض بالنسبة للشباب. كما يمثلون الفئة الأكثر نقلاً للفيروس.
- أجازت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اختباراً سريعاً جديداً لكوفيد - 19 من إنتاج مختبرات أبوت ثمنه 5 دولارات ولا يحتاج معدات خاصة.
كورونا والاقتصاد منطقة اليورو أنموذج
- ستعاني «الاقتصادات والمجتمعات من تداعيات ذلك لعقود مقبلة».
- تواجه منطقة اليورو وضعاً اقتصادياً كارثياً جراء وباء كوفيد - 19، مع تسجيل انكماش كبير وارتفاع هائل في الديون، فيما الانتعاش سيكون أدنى من المرتقب، بحسب توقعات المفوضية الأوروبية، التي لا تشير إلى خروج سريع من الأزمة خاصة مع الإغلاقات التي ستشهدها المنطقة الفترة المقبلة.
الاقتصاد منطقة اليورو أنموذجاً
- تراجع إجمالي الناتج الداخلي لمنطقة اليورو بنسبة 7.8 في المائة عام 2020. ومرد هذا الوضع «الموجة الثانية من الوباء» والترجيحات نشير إلى أن الاقتصاد «سيعود إلى مستوى ما قبل الوباء بالكاد عام 2022»، لكنها تشير إلى أن «نسبة الغموض المرتفعة» التي لا تزال تحيط بالاقتصاد تطرح «مخاطر بتدهور» آفاقه. وترجح بالتالي عودة الوضع إلى طبيعته عام 2023.
- أعلنت المفوضية الأوروبية، أن الدين العام في منطقة اليورو سيتخطى نسبة 100 في المائة، من إجمالي الناتج الداخلي عام 2020 بسبب النفقات التي تكبدتها الدول الأعضاء لدعم الاقتصاد في مواجهة تبعات وباء كوفيد - 19.
ومن المتوقع أن تصل ديون دول منطقة اليورو إلى 101.7 في المائة، من إجمالي ناتجها الداخلي هذا العام، على أن تستمر بالمستوى ذاته للعامين المقبلين. وسيسجل أعلى مستوى من الديون في اليونان «207.1 في المائة عام 2020» وإيطاليا «159.6 في المائة»، أما في فرنسا، فسيصل الدين إلى 115.9 في المائة، من إجمالي الناتج الداخلي في 2020 على أن يواصل الارتفاع في 2021 و2022.
كورونا والتعليم العالمي
- أدى وباء كوفيد - 19 وإغلاق المدارس إلى حرمان ما لا يقل عن ثلث التلاميذ في أنحاء العالم، أو ما يعادل 463 مليون طفل، من التعليم لعدم القدرة على القيام بذلك افتراضياً، وفقاً لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
- يمثّل العدد الكبير من الأطفال الذين انقطع عنهم التعليم تماماً منذ أشهر حالة طوارئ تعليمية عالمية.
- وتقدّر الأمم المتحدة بنحو 1.5 مليار عدد الأطفال الذين تأثروا في أنحاء العالم بإغلاق المدارس أو تدابير العزل.
- ولم تتح الفرصة للجميع للوصول إلى التعليم عن بعد، وهناك تفاوتات كبيرة جداً بين القارات.
- وحتى بالنسبة إلى التلاميذ الذين استفادوا من إمكان الوصول إلى التكنولوجيا، فقد تكون نوعية تعليمهم قد عانت من ظروف غير مواتية في المنزل، بين ضغوط القيام بالأعمال المنزلية والالتزام بالعمل أو نقص الدعم لاستخدام أدوات الكمبيوتر.
- حُرم 67 مليون تلميذ من الوصول إلى التعليم الافتراضي في شرق إفريقيا وجنوبها، و54 مليوناً في غرب إفريقيا ووسطها و80 مليوناً في المحيط الهادئ وشرق آسيا و37 مليوناً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و147 مليوناً في جنوب آسيا و25 مليوناً في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى و13 مليوناً في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
- تحض اليونيسف الحكومات على إعطاء الأولوية لإعادة فتح المدارس بشكل آمن عندما تبدأ تخفيف القيود الصحية.
- العديد من دول العالم وحكوماتها بحاجه إلى مواجهة الواقع والاعتراف بالحقائق والآثار طويلة الأجل لكورونا وأن تضمن أيضاً حصول جميع المرضى على الخدمات الصحية. وهذا يشمل الرعاية الصحية الأولية وعند الحاجة إلى الرعاية المتخصصة وإعادة التأهيل. فعلامات الإرهاق تسود الدول في جميع مناحي الحياة بعد أشهر من مكافحة الوباء.
المصادر:
منظمة الصحة العالمية
منظمة الأمم المتحدة للطفولة
المفوضيه الأوروبية
مجلات علمية طبية مرموقة
** **
- مستشار وخبير إدارة كوارث وأزمات