بدر بن عمر العبداللطيف
يُشعرك بعض الكتّاب العرب بأنهم عاشوا أعمارهم الماضية وهم أمناء سرّ لكافة القوى العظمى في العالم.. أوهموا إنسان الشارع البسيط بأنهم يعملون الآن.. الآن على كتابة تاريخ المستقبل القريب بطريقةٍ تكون هي الأقل ألماً له، والأدنى كلفةً اقتصادية بعد أن وقع ببساطته في منتصف العواقب الوخيمة لما يقترفه غيرهم..
فقط عليك الآن أن تقدم لهم امتنانك لهم على ما يقدّموه من تعاسة!
ما يجهله أو ما لا يدركه نجوم الضجيج العربي الذي يعلو كل فترة رئاسية أمريكية جديدة وربما لا يريدون إدراكه.. هو أن العلاقة السياسية بين الدول والنظم حين تستمر للكثير من وحدات الزمن فهي بذلك تجاوزت الأشخاص وربما الأجيال وربما بقيت ركائزها غائبة عن ما لا تعنيه هذه العلاقة.
وبالتأكيد هذا العمر من الارتباط يحتفظ كل طرفٍ من أطرافه بأوراقه وأدواته التي يدير بها علاقته السياسية حسبما يحقق إستراتيجياته العليا، ويزيد أيضاً من إتقان إدارته لتلك العلاقات مع أطراف أخرى كالرأي العالمي، والداخل الذي يعمل لأجله.. ولأجل مصالحه وفي المقابل هذا الداخل يثق به وبإدارته.
التاريخ وحده يزيد من أصالة كل شيء
تعاقب ملوك المملكة العربية السعودية على حكم هذه البلاد بعد الملك المؤسس طيب الله ثراه الذي بدأت معه العلاقات السعودية الأمريكية وواصل كل منهم إدارة العلاقة الخارجية باقتدار وبما يحقق للسعودية مصالحها العليا أمنياً، وسياسياً، واقتصادياً.
وفي المقابل تعاقب على البيت الأبيض رؤساء أمريكيون سواء من الحزب الجمهوري أو الحزب الديموقراطي، واستمر التاريخ يزيد من عمق هذه العلاقة، ومضيفاً عليها في كل مرة أصالة أكثر.. كترجمة لمصالح الدول والشعوب التي تهدف لإنسانٍ يقوم بدوره على هذه الأرض تجاه ذاته وتجاه الآخرين وهذا لا يحدث إلا بتقاربٍ بين كل أقطار العالم وليس السعودية والولايات المتحدة وحسب.
دروس سياسية سعودية
في كل فترة انتخابية لرئاسة الولايات المتحدة يحسم السباق.. ويتلاشى الضجيج الذي يتبناه العرب ويقدمون السعودية في كل تفاصيله بالرغم من أنهم يعلمون بأن البيت الأبيض أمر يخص الأمريكيين دون سواهم ولا شأن للسعودية ولا سواها بترتيبه من الداخل.. وبعد سباق البيت الأبيض ودون التمييز بين جمهوريٍ وديموقراطي تبادر المملكة العربية السعودية بالتهنئة للرئيس الجديد.. مقدمة أطيب الأمنيات له بالتوفيق ولشعب أمريكا الصديق.
وخالص الدعوات لأغلب الإعلام العربي ومسيّريه بالشفاء العاجل.
هكذا هي السعودية العظمى تريد الخير للإنسان دائماً.
** **
- كاتب سعودي