المُتتبِّع للفكر المجتمعي السعودي يجد أن العادات والتقاليد يلعبان دورًا مهمًا في تشكيل نمط الحياة، وذلك ليس بعيب، أو ينقص من قدرنا شيئًا، وسبب قولي هو أن البعض يربط بين ذلك وبين الرجعية، وهو ما ليس له أساس من الصحة، وعلى سبيل المثال نجد كثيرًا من الشعوب التي تحتلُّ المراتب الأولى عالميًا على جميع المستويات وما زالت تتمسك بالمورثات، ومن بينها: الصين، والهند، وماليزيا.
وحتى نحافظ على النسق القيمي والمبادئ والمثل العليا الجميلة التي أصبحت هي المكون الرئيس للمجتمع السعودي، وحيث عرف عن المجتمع السعودي بتلك القيم وتربت الأجيال تلو الأجيال على تلك القيم الرائعة، لا بد لنا من وقفة وإعادة تأهيل وتجديد لبعض تلك القيم بما يواكب عصرنا الحاضر والمقبل من الأيام، من كان يتصور أن العادات والتقاليد التي يتوارثها الأبناء من آبائهم وأمهاتهم نقلاً عن الأجداد داخل المجتمع السعودي أصبحت في طي النسيان فهو واهم، فالمواطن السعودي حريص كل الحرص على السير بذات المنوال مع إضفاء لمسة حضارية حديثة، وبإذن المولى - عز وجل - فإن ذلك سيكون هو المُعين على التطور والتقدم المنشودين.
تتعد تلك القيم الجميلة في مجتمعنا ولكنها تلتقي بالاحتفاظ بها ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الأمانة والتعاطف والرحمة والكرم والتعاضد الأسري.
وكل ما يمر زمن تتجدد تلك القيم وتزداد قيم أخرى مذهله ومن بينها قيمة حب العلم والتطور والطموح والثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والتصميم والصبر وحب التفوق التي هي صبغة هذه الأيام لدى الشباب السعودي الأصيل.
كل ذلك من بين المقومات الأساسية للنجاح على جميع المستويات، وفي جميع الملفات، سواء الملف الاقتصادي أو الصحي أو التعليمي أو البيئي (نعم البيئي فتحسين جودة البيئة هاجس كثير من أبناء الوطن وشبابه نرجو أن تصبح قيمة من قيمنا التي تواكب جودة الحياة).
نحن نتطلع لغد مشرق داعمه الشخصية السعودية المُبدعة، التي تتخذ من مواريث أجدادها قبسًا من نور يوجهها نحو الغد المشرق الذي نتمناه جميعًا.
دعونا نرتقي بأبنائنا وببعضنا للأمام ولا نقلل من شأن الآخرين نرجو أن نصاب بعدوى الإيجابية والابتهاج.
** **
Gm1424@gmail.com