تزامناً مع اليوم العالمي للقيم نظراً لأهميتها في توجيه سلوك الإنسان بما يتوافق مع معايير وقوانين المجتمع، فالقيم تُشكِل العمود الفقري للإنسان والمجتمع.
لذا..
يتحتم علينا التذكير والتأكيد على التمسك بالقيم التي تمثِّل وتعبر عن المجتمع الذي نعيش به سواءً كنا أفراداً أم المؤسسات والشركات من خلال خططها الإستراتيجية.
لماذا؟
لأنها تدلنا على الطريق الصحيح الذي ننهجه لذلك..
القيم هي «إطار فكري يوجه السلوك».
ومع تعدد مصادر القيم التي يكتسبها الإنسان إلا أنَّ أهم مصادر القيم يتمثّل فيما يأتي: (الدين الإسلامي، الأسرة، المدرسة، المسجد، العادات والتقاليد، الإطار الثقافي، البيئة الاجتماعية ... إلخ).
فعندما نتمعن في سيرة نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم نجد بأنَّ أفعاله وأقواله أكدت على وجوب تحلي الناس بالقيم كالأمانة والصدق والعدل والصبر والتواضع وإكرام الضيف ... إلخ.
كما يعوّل على الأسرة دور كبير في غرس القيم في أبنائها وبناتها من خلال التنشئة على القيم منذ الصِغر وتكراراها حتى تصبح عادةً لهم يمارسونها في حياتهم اليومية، ونقل التقاليد بما تحتويه من عناصر ثقافية من جيلٍ إلى جيلٍ آخر.
كما أنَّ للمدرسة دوراً فعَّالاً في تعزيز ما تم بناؤه من قِبل الأسرة في الطلاب والطالبات من خلال التأكيد على التمسك بالقيم الأخلاقية، وبث المسؤولية المجتمعية في نفوس الطلاب والطالبات، ومدى تأثير القدوة الحسنة من المعلمين والمعلمات في سلوكيات الطلاب والطالبات.
وللمسجد دور رائد في توعية أفراد المجتمع بضرورة تطبيق تعاليم الدين الإسلامي باعتدال بلا إفراط أو تفريط مما سيوجه سلوكياتهم نحو القيم والمعايير المقبولة في المجتمع.
كما أشار معالي أ. بدر العساكر (مدير المكتب الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله-) إلى أهمية قيم المرونة والأصالة في عصرنا الحالي، فالمرونة في القيم تتطلبها الظروف الراهنة في ظِل استمرار جائحة كورونا، والأصالة في القيم العالية تنبع من الأشخاص ذوي التفكير الإبداعي.
وتُعرف المرونة بأنها: هي القدرة على توليد أفكار متنوِّعة والتحول من نوع معين من الفكر إلى نوع آخر عند الاستجابة لموقف معين، أي القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير الموقف، حيث تمثِّل المرونة الجانب النوعي للإبداع.
أما الأصالة فتُعرف بأنها: التميز في التفكير والندرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر والمألوف من الأفكار, وهي تمثِّل جانب التميز للإبداع.
وقد أجرت مسك للقيم أحد مبادرات مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية استفتاءً لعامة الناس وشارك به 210 أشخاص من أفراد المجتمع، وكان نص الاستفتاء كما يأتي: «في وقت تسارع فيه التحول التقني والرقمي، برأيك ما هي أكثر قيمة تقع تحت التهديد؟ (النزاهة، الجودة، المبادرة، أخرى)» وكانت نتائج التصويت كما يأتي:
أولاً: النزاهة 50 %
ثانياً: الجودة 29 %
ثالثاً: المبادرة 12 %
رابعاً: أخرى 9 %
وقد أشار د. عبدالله المعيقل (أستاذ أصول التربية المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) إلى أنَّ مجالات القيم تتحدّد في أربع دوائر وهي كما يأتي:
أولاً: قيم ذاتية تضبط علاقة الشخص بخالقة وبنفسه، مثل: الإيمان.
ثانياً: قيم اجتماعية تحدد سلوك الفرد مع العامة، مثل: الكرم.
ثالثاً: قيم وطنية تتسع دائرتها في حدود الوطن، مثل: الغيرة على الدين واللغة.
رابعاً: قيم إنسانية تنفتح على البعد الكوني مثل: العدل والحرية.
ختاماً..
القيم ليست موروثة ولا يُكتفى بتدريسها لأفراد المجتمع، بل تكتسب من خلال القدوة الحسنة والممارسة.
** **
Mosaedsaeed@hotmail.com
@Mosaedalbakhat