فهد بن جليد
هل يجب المضي قدماً في هجر الورقة والقلم؟ والتوجه الكامل نحو العالم الرقمي كخطوة حتمية للتعلم والتطور؟ الاعتماد على الثورة التقنية والرقمية للتعليم والتعلم والتعاطي مع إنترنت الأشياء من العلامات العصرية لا شك, لكنَّ دعوات جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية عديدة تتزايد بضرورة الحفاظ على أبسط أساليب تدريس الخط اليدوي واستخدام القلم والورقة لأسباب تعليمية وتدريبية, ومخاوف مُبرَّرة.
جملة من الدراسات تتلخص نتائجها في زيادة القدرة على الفهم, مع تطوير العقل وجعله في حالة تركيز دائم أثناء التعلم, كما أنَّ الإمساك بالقلم ورسم الحروف هو أفضل طريقة لتعلم المبكر لمن يعانون صعوبات التعلم ونطق الحروف بشكل سليم, وهو بحسب (وول سترتيت) بمنزلة تمارين إدراكية للحفاظ على العقل في مرحلة الشيخوخة, ما يساعد على تطوير المشاعر الإيجابية للأشخاص لتحقيق الأهداف المتقدمة بحسب (فوربس الأمريكية), بل إنَّ الكتابة تساعد على تهدئة الأعصاب, وهي علاج نفسي معترف به (كعلم مطبق), العلماء بمركز (NTNU) الأمريكي قاموا بعمليات تتبع لنشاطات (موجة الدماغ) باستخدام خوذة حساسة, ووجدوا أنَّ الإمساك بالورقة والقلم يمنح الدماغ قدرات ونشاطاً أكبر, فرؤية الحروف وهي ترسم وسماع صوت القلم تنشط الحواس وتقلب المعادلة بشكل كبير لناحية النشاط والإدراك.
ماذا يعني كل ما سبق؟ في خضم التطور التقني المذهل والمتسارع, هناك ضرورة لإبقاء نافذة صغيرة للاحتفاظ بالورقة والقلم بالقرب من الصغار دائماً, فاجتهاد الآباء وحرصهم على تعلم الأبناء للتقنية واستخدامها وتوظيفها مهم للغاية وخطوة ضرورية وحتمية لصنع المستقبل -اتضح هذا في زمن كورونا- وزارات التعليم في كل أنحاء العالم تقاس نجاحاتها اليومي بقدرة طلابها على التعاطي مع التقنية واستخدمها, لكن الانتباه لفوائد الكتابة والقيد في تعزيز القدرات الذهنية مسألة حتمية في ظل هذا التطور التقني.
وعلى دروب الخير نلتقي.