هل تؤمن أن فقر الوالد أو انحطاط مركزه الاجتماعي مما يحول بين أولاده وبين النجاح المنشود؟
هل ترى أنه لا مجال لتقدمك في منصبك، وأنك سيئ الحظ، وأن الظروف تعاكسك والقدر يقسو عليك؟
إنك لعلى خطأ كبير إذا اعتقدت شيئاً من ذلك أو سمحت لهذه الأوهام أن تتسلّل إلى نفسك، وتتحكم في حياتك.
هناك ألوف من العظماء وكبار رجال الأعمال عرضت لهم ظروف كظروفك أو أسوأ منها، ولكنهم رغم ذلك لم ييأسوا، بل واصلوا سعيهم في ثبات وإيمان حتى بلغوا أهدافهم وأدركوا النجاح المطلوب.
إن «شكسبير» -شاعر الإنكليز- كان أبوه جزاراً، وكانت أمه في عداد الأميات لا تقرأ ولا تكتب إلا بصعوبة.
ولم يكن «نيوتن» ذلك العبقري الذي اكتشف قانون الجاذبية إلا ابن فلاح فقير. وكان والد «جورج ستيفنسون» مخترع أول قاطرة حداداً. ووالد «ادواردز» عالم الطبيعية صانع أحذية. ووالد «اندرو جونسون» الذي كان رئيساً للولايات المتحدة خياطاً.
جاء في كتاب كيف تكسب الثروة لمؤلفه دايل كارنيجي: لماذا تيأس من النجاح في عملك؟ ألانك فقير؟
لقد ظل «برنارد بليس» ستة عشر عاماً يكافح ويواصل البحث رغم فقره المدقع، فكانت النتيجة أن تكلّل سعيه بالنجاح ووفّق إلى ابتكار نوع من اللدائن الكيميائية كان له شأن عظيم في الصناعة الحديثة.
أم لأنك جاوزت سن الدراسة والتعلم؟ إن أحد العمال ظل ثلاث عشرة سنة، وهو يواصل العمل بضع ساعات كل يوم في مصنع للغزل، وكان يضع إلى جوار مغزله كتاباً يختلس النظر إلى صفحاته من لحظة لأخرى وهو يدير المغزل، فتلتقط عيناه جملة من هنا وجملة من هناك.
وبعد انتهاء ساعات العمل، كان يذهب إلى مدرسة مسائية يقضي فيها نحواً من ساعتين. فإذا ما عاد إلى البيت واستراح قليلاً، استأنف القراءة والمطالعة حتى تخطف أمه المصباح الذي يقرأ عليه، وحينئذ يأوي إلى فراشه مضطراً.
وقد ظل كذلك منذ كان في العاشرة من عمره حتى بلغ الثالثة والعشرين، ثم لم تمض بعد ذلك سنتان حتى تمكن من اللغة الإنكليزية ونال شهادة في الجيولوجيا وأخرى في الطب. ثم أصبح من مشاهير العلماء.
هل عرفت من هو هذا العامل؟ إنه «دافيد لفيغنستون» العالم الطبيب الرحالة الذي اكتشف منابع النيل.
إذن: لا تيأس من النجاح في عملك.