إبراهيم بن سعد الماجد
البل لها في مهجة القلب منزال
منايح القصار سفن الصحاري
مراجل يشقى بها كل رجال
إفلاس بايعها نوماس شاري
نادي الإبل، هو نادٍ يختص برعاية الإبل والمهتمين بها والأنشطة المختصة، تحت رابطة واحدة، وقد جاء ذلك من منطلق الاهتمام والدعم للموروث الشعبي في المملكة العربية السعودية، والمحافظة عليه، والعمل على تطويره، بما يجعله قادرًا على مواكبة العصر الحالي، للنادي شخصية اعتبارية مستقلة ماديًا وإداريًا، تحت إشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد -حفظه الله-.
إن تأسيس نادٍ يُعنى بالإبل كثروة وموروث يعتز به العربي عموماً، والسعودي على وجه الخصوص، في الحقيقة كان له إرهاصات قبل سنوات وسنوات، لكن عزيمة سمو ولي العهد، الذي نظم كل ما يمكن أن يكون إضافة الى هذا الوطن ولهذا المواطن ، جعلت مما يمكن أن نطلق عليه - مشروع حضارتنا العريقة - جعلت منه حقيقة ماثلة.كما أن اختيار سموه لرئيس مجلس إدارة النادي الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين، يؤكد نظرته الثاقبة، فقد أوكل لهذه المهمة الحضارية التراثية ممن هو قادر على سبر مساراتها، ومعرفة مدخلاتها ومخرجاتها، مما يؤسس لمنهجية علمية تخضع لخلفية ثقافية وتراثية مهمة.
كان الأمر الكريم بتأسيس النادي عام 2017، أي أنه مضى عليه سنتان ونيف، ومع قِصر المدة، إلا أن أثره على هذا الموروث وهذه الثروة، بات ظاهراً للعيان، وقد تمثل ذلك بزيادة الاهتمام الشعبي بتربية الإبل، بل واعتبارها مصدراً من مصادر الدخل المعتبرة.
إن اهتمام الدولة بهذا الموروث جعل العالم بأسره يلتفت لهذه الثروة المهدرة في أنحاء كثيرة من العالم، فكانت مبادرة الشيخ فهد بن حثلين بتأسيس المنظمة الدولية للإبل (ICO) واعتماد السنة الدولية للإبليات 2024 من الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد توصية من منظمة الأمم المتحدة للأغذية (الفاو)، وترشيح صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن خالد بن مساعد بن عبد العزيز ممثلاً للمملكة في المنظمة الدولية للإبل وسمو الأمير سلطان بن سعود نائباً له، وقد ظهر أثر هذه المنظمة وجهود سموهما منذ الوهلة الأولى.
قد لا أكون متخصصاً، لكنني وخاصة في الفترة الأخيرة صرت من متابعي هذا الموروث الجميل، بل ولا أذيع سراً أصبحت أميز بين السلالات، واعرف بشكل معقول مكامن جماليات هذا المخلوق العظيم الذي أشار إلى عظمته الخالق سبحانه وتعالى فيقوله: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إلى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}.
ونحن في شوق إليها نردد مع الشاعر:
ياحاديَ الرَّكبِ قد لانتْ لك الإبلُ
واستأنسَ الليلُ وانقادتْ لك السبلُ
ورحَّبَتْ كلُّ أرض كان يبلُغُها
عذبُ الحداءِ وفيه البوحُ مشتعلُ
يا حاديَ الرَّكْبِ كم في الركب من دنفٍ
قد شفه الوجدُ للأحباب يرتحلُ