د.عبدالعزيز الجار الله
ينظر البعض إلى البيروقراطية على أنها معوق للأعمال ومربك لها، رغم أنها تعد هي نجاح الأعمال، فالدولة حفظها الله قدمت عبر وزارة الصحة لقاح الإنفلونزا الموسمية مجاناً، لحماية المجتمع السعودي من الإصابة بالمرض الموسمي الذي تتشابه وتتداخل أعراضه مع كورونا، لكن البيروقراطية السلبية خلقت أزمة داخل المجتمع من المواطنين وغير المواطنين، بعد أن استمرت حملة التوعية تدعو الجميع إلى التوجه إلى مراكز الرعاية الأولية لأخذ الجرعة وركزت على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومن يعانون من ضعف المناعة، وبالمقابل انقطاع اللقاح وعدم توفره بالمراكز الصحية، مع استمرار حملات التوعية والمطالبة بالتوجه للمراكز، عبر أجهزة الجوالات وإعلانات الشوارع ووسائل الإعلام الأخرى.
المواطن والمقيم أصبح في نصف المسافة ما بين وزارة الصحة، وبين الجهة المسؤولة عن تأمين الأدوية، وهنا لابد من توقف الإعلانات عن التطعيم حتى يتوفر اللقاح فعلاً في المركز، فالقطاع الخاص استفاد كثيراً من توجيهات الدولة في إعطاء الجرعات مجاناً للجميع لحماية المجتمع، يقابله امتناع شركة التأمين عن دفع كلفة قيمة التطعيم وتغطيته إذا توفر بالمجان، وكذلك تخوف البعض من أن جرعات المستوصفات مخزنة وقديمة لا تغطي فيروسات هذا العام، وسعي القطاع الخاص إلى تطعيم منسوبيه عاجلاً، حرم العديد من السكان من الحصول على التطعيم.
في مدينة الرياض الأسبوع الماضي زاد الضغط على المراكز في ظل انقطاع وعدم توفر اللقاح مما يدفع بالسؤال: ما هو دور وزارة الصحة في مثل هذه الحالة ؟ نقص الأدوية واللقاحات لمرضى قد يدخلون في نوبات إغماء وخطر قد يؤدي إلى الوفاة أو تعطل بعض الأجزاء المهمة في الجسم، وبالتالي تتجه المسؤولية إلى وزارة الصحة في سرعة تأمين وتوفير الدواء وإنقاذ الأرواح.
على الجميع مسؤولية تتبع مثل هذه القضايا ونحن على أعتاب توزيع لقاح ودواء كورونا، حيث يتطلب التنسيق والتخطيط حتى لا تحدث مثل ما يحدث الآن مع لقاح الإنفلونزا الموسمية.