سمر المقرن
قلتها سابقاً، وأكرر: (إن المحن لا تُظهر معادن الناس فقط بل تظهر أيضاً معادن الحكومات).. فالمحن استخرجت من أعماقها أصداف الرحمة، وهو ما عشناه واكتشفناه من أول لحظة لظهور جائحة كورونا، فقد انحاز ملكنا وولي عهده للإنسان وانتصرا للبشرية لصالح صحة وروح المواطن الإنسان المقيم على أرض المملكة، سعودي أو غير سعودي.
ويأتي القرار الأخير بصرف مبلغ نصف مليون ريال لذوي المتوفى من العاملين بالقطاع الصحي الحكومي أو الخاص بسبب جائحة كورونا، سواء كان مدنياً أو عسكرياً، سعودياً أو غير سعودي، ويسري القرار من تاريخ أول إصابة، ليكون متمماً لحصد ثمار الإنسانية على أرض المملكة لصالح ملائكة الرحمة وأعوانهم والذين قدموا أرواحهم من أجل صحة الإنسان وكنوع من العرفان بالجميل لهم وما قدموه من تضحيات من أجل الوطن.
جاء هذا القرار الذي يواسي القلوب والأرواح ويشرح صدور الإنسانية في وقت نعيش فيه تحت أضواء واحدة من أهم الفعاليات العالمية هي مجموعة العشرين برئاسة المملكة التي أثبتت قدرتها على قيادة الجهود الدولية والعمل المشترك لمحاربة جائحة كورونا وخدمة الإنسانية، وأكدت الالتزام بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المتعلقة بالمرأة على المستوى الدولي، وتم تجديد رفض المملكة لأي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، واستنكارها للرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أو أي من الرسل عليهم الصلاة والسلام، وإدانتها ونبذها لكل عمل إرهابي أو ممارسات وأعمال تولد الكراهية والعنف والتطرف، والتأكيد على أن الحرية الفكرية وسيلة للاحترام والتسامح والسلام.
ونعود مرة أخرى لجهود المملكة منذ ظهور الجائحة وحتى الآن لنلمس حساً عالياً وجهوداً جبارة للمملكة، ففي مارس 2020 ظهر خادم الحرمين الشريفين ليتحدث معنا بنبرة الأب في خطاب لن ينسى تفاصيله كل من يعيش على أرض المملكة، ليطمئن رعيته بأن المملكة حريصة على توفير ما يلزم المواطن والمقيم من دواء وغذاء واحتياجات معيشية، وأمر بتقديم العلاج مجانا لجميع المصابين بكورونا سواء للمواطنين أو المقيمين أو مخالفي أنظمة الإقامة، وفي أبريل 2020 وجه وزارة الخارجية بإطلاق خدمة إلكترونية لتسجيل بيانات المواطنين الراغبين في العودة من الخارج، كما تم تهيئة 11 ألف غرفة فندقية لاستضافة المواطنين العائدين وإجراءات كثيرة أخرى تمت من اجل الإنسان في وطننا برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وهذا كله نقطة من بحر العطاء الممتد للإنسان في السعودية.
وإذا كان لطلوع النهار بهجة، فهي التي تحسها القلوب، إنها بهجة الأمان والسلام والطمأنينة في عهد الملك سلمان وولي عهده حفظهما الله.