إن إدراك القيادات التربوية لإدارة الأزمات يساعد على احتوائها ومعالجتها وتقليل أضرارها؛ حيث تعد إدارة الأزمات أكثر الجوانب والعوامل المؤثرة في السلوك البشري الإنساني، وذلك لتأثيره المباشر على العقل البشري؛ مما يؤثر في تصرفاته وسلوكه وانطباعاته، وبالتالي يتعامل مع البيئة على أساسها.
وتظهر الأزمة في المؤسسات التربوية نتيجة تراكم مجموعة من التأثيرات الخارجية المحيطة أو حدوث خلل في النظم التربوية الداخلية، بحيث لا يتمكن النظام الداخلي للمؤسسة استيعابها أو مواكبتها والتعامل معها، ومن ثم لا بد للمؤسسات التعليمية أن تضع خططاً علمية منظمة لمنع حدوث الأزمات والتدريب على مواجهتها في ضوء المستوى الأمثل وفقاً لإمكانات كل مؤسسة، ليس هذا فقط بل على المؤسسات التعليمية أن تحصن نفسها لمواجهة هذه الأزمات، وهذا يعني أن العمل الإداري داخل المؤسسات التعليمية في حاجة إلى عمليات وقائية تنبؤية تستهدف الحيلولة دون وقوع الأزمات في حال وقوعها.
وبما أن الأزمات بشكل عام ومنها أزمة كورونا سمة تواجهها المؤسسات المعاصرة بشكل عام والمؤسسات التربوية بشكل خاص بات استخدام مدخل إدارة الأزمة جزءاً لا يتجزأ من نسيج الحياة المعاصرة، وجزءاً معيقاً لعمل هذه المؤسسات، الأمر الذي يتطلب إدارتها بشكل ملائم للتغلب على الأزمات، وأصبح التعامل معها يحتاج منهجاً وحيزاً علمياً مدروساً لرصد مؤشرات حدوثها ومتابعتها والعمل على التغلب عليها، والبحث عن السبل في عدم تكرارها مستقبلاً.
ويعد التنبؤ الوقائي والقدرة على الإنذار المبكر عنصراً رئيسياً للحد من الأزمات؛ فهو يقلل من التأثير المادي والاقتصادي للأزمات؛ وهو ما يتطلب قيادة واعية لها قدرة على جمع المعلومات الموثقة والقيام على تحديثها، وتحليلها وتصنيفها ثم تقديمها لصناع القرار ومتخذيه لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتغلب على الأزمات والحد من آثارها.
** **
باحث ماجستير في الإدارة والتخطيط التربوي - جامعة سطام بن عبدالعزيز