عبدالعزيز بن سعود المتعب
واقع حال الدنيا -دوام الحال من المحال- وهو ما تجسّد في التحوّلات الوجدانية في القصيدة الشعبية وتحديدًا في غرض الغزل.
فالشاعر ليس بمعزل عن حياة الناس كجزء منهم وهو الأمر الذي يُفضي لتفعيل - التأثر والتأثير- بكافة صوره في قصيدته ليصل الأمر لفراق المحبوب بشكل أزلي على مضض كمطلب يوازي التشبّث بكل بارقة أمل في قربه زامنت بداية حالمة أَفَلَت كنجمة لم تعد تومض في سماء الحب يقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله-:
أبعدت خلاّني وجيتك لحالي
وفرشت قلبي لك مقرٍّ ومدهال
وهي بداية رومانسية حالمة بخلاف آخر بيت من القصيدة الذي تضمّن قراراً صارمًا لا يقبل أنصاف الحلول:
ما عاد تخدعني عقب ما بدا لي
وإن عدت فيما عفت مانيب رجّال
أيضا الشاعر عبدالله بن عون في استهلالة قصيدته تساؤل وتعجّب وعتب وتضمين لعهود عاطفية وثيقة ما كان لها أن تتلاشى:
الله كيف الخل يصخي بخلّه
وينقض مواثيق العهود الجويده
إلى أن وضع النقاط على الحروف في رحلة -اللا رجوع- بشهامة وأنفة العربي الأصيل بقوله:
كان السراب اللي زما بارقٍ له
ما أصير عوقٍ له عن اللي يريده
أيضاً الشاعر صنيتان المطيري كانت دمعة فرحته تسابق كفه التي صافحت من يحبه في البداية:
جيتي فرح ما أدري حزن ما أدري الهام
في لحظةٍ دمعي يسابق يديني
إلى أن أشار لفراقه للهناء بمجمله لا قصة حبه فحسب في نهاية قصيدته:
الله أكبر من يقول الهناء دام
شوفي عجايب لعبة الوقت فيني
أما الشاعرة -أغاريد السعودية- في مطلع قصيدتها التي غنّاها الفنان البحريني أحمد الجميري فقد آثرت من تحبه في مطلع القصيدة بتنازلها عن الاهتمام ورقّة التواصل وما سواهما مما هو ديدن العاطفة الجيّاشة ومتطلبات الحب وكأن كل قلب في واد.. بقولها:
عوّدت نفسي للتجافي والأحزان
قلبي بوادي وأنت قلبك بوادي
ومع هذا كان للنهاية صوتها المؤلم في سيمفونية الفراق بعد رصدها تقلّص الحب الذي رجحت به موازين الغدر المرير في النهاية:
حبك وغدرك لو وزنته بميزان
ترجح موازين الغدر والعنادي
وقفة:
من قصائدي القديمة..
وش عاد لو تعتب عليّْ وانت غلطان
لا بد ما يومٍ تعرف الحقيقه
من بعد ما حبٍ كبيرٍ لنا كان
وكلٍ مضى في هالحياة بطريقه
تبينا مثل الأصدقاء نلتقي أحيان؟
ونلغي اعتبار إحساسنا في دقيقه!
لجلك ولجلي أعتذر لك من الآن
لآخر مدى بتحقيق شيءٍ ما أطيقه
يكفينا ذكرى أحلام وأفراح وأحزان
عن خدش لوحة حب كانت رقيقه