أياً كانت الطريقة المؤدية الى الأرقام الخيالية العالية الفضفاضة على تجارب أصحابها الشعرية في “تويتر”، كشراء أصوات المتابعين الوهمية وغيرها، فإنها مهزلة ما كان لها أن تكون، وإن كان يحسمها الشعر الحقيقي الذي تحتكم إليه الذائقة المنصفة للجميع من منظور نقدي، فمن غير المنطقي أن يكون مجموع المتابعين لاسم ليس في جعبته من الشعر الحقيقي رقماً فضفاضاً، فهو حجة على صاحبه، من حيث أراد أن يكون حجة له!
وأياً كانت الأسباب ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح، فالمنصف بتحليل منطقي واقعي لن يقتنع بأن شاعراً لا يملك مخزوناً لغوياً وتداعيات وأخيلة ورموزاً وصوراً في قصيدته التي هي وليدة تجربة في طور التكوين يفوق عدد متابعيه في تويتر أصحاب التجارب المتبلورة تماماً، الذين تطرقوا لكل أغراض الشعر ببراعة وتمكُّن، حتى أصبحت قصائدهم أشبه ببصمة أناملهم التي لا تشبه غيرها، ناهيك عن الكاريزما التي يحظون بها لقاء ما قدموه للقصيدة طوال مشوارهم المشرِّف مع الشعر -على سبيل المثال لا الحصر- الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن والشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله- والشاعر ناصر القحطاني والشاعر نايف صقر وغيرهم.
يشار إلى أن هذا الأمر قد رُصد إعلامياً منذ بداياته ولم ينطلِ على أحد، وأشيد بمهنية الإعلامي والشاعر فهد الثبيتي الذي وثَّق ذلك باعترافات صريحة حيناً وضمنية حيناً آخر من بعض الشعراء في هذا الشأن تحديداً، عبر برنامجه الناجح “دروب الشعر” الذي كان يقدمه عبر قناة روتانا خليجية.
** **
- محمد بن علي الطريف