فهد بن جليد
من يتحدث عن المستقبل ويتطلع إلى المشاركة في صنعه، هو أكثر رغبة وقدرة على النجاح والتغيير والتطوير بتفوّقه على التحديات، هذه حقيقة ثابتة يجهلها من يغرق في الماضي وهمومه وجراحه دون استشراف المستقبل، لذا جاءت استضافة المملكة خلال اليومين الماضيين للمؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع الذي نظَّمته مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، والأمانة العامة السعودية لمجموعة العشرين، لتؤكِّد مقولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (سنجمع المبدعين والموهبين من كل العالم، لنصنع شيئاً مختلفاً)، وهو ما يتحقق اليوم باعتماد إقامة واستضافة المملكة لهذا المؤتمر كل سنتين بمشاركة أبرز العقول العالمية، كشهادة عالمية جديدة لقدرة المملكة ومكانتها العلمية والإبداعية.
ما تملكه المملكة من موهبين ومبدعين يدعو للفخر والاعتزاز، بل ما تحظى به هذه العقول من اهتمام ورعاية أمر يدعو للاطمئنان، نحن نتحدث عن نموذج ريادي فريد في الموهبة والإبداع حقق بشهادة العالم خطوات ونجاحات غير مسبوقة، مئات الميداليات والجوائز في المسابقات العالمية حصدتها العقول السعودية، عشرات براءات الاختراع تم تسجيلها، المشروع السعودي بدأ مبكراً لاكتشاف الموهبة ودعمها ورعايتها، مثلما تتم رعاية (النبتة الصغيرة) حتى تكبر وتنمو وتثمر.
الموهبة لن يتم ربطها بعد اليوم بالنخبة فقط، سابقاً كانت الفكرة تحتاج إلى أجيال ووقت طويل حتى يتم الاقتناع بها ودعمها وتحقيقها، اليوم الأمر أسهل بكثير؛ جميع الطاقات الشبابية والطلابية لديهم ما يقدِّمونه من أفكار وقدرات، انظر حولك في زمن (كورونا) ما الذي يحدث على مستوى المملكة، فضلاً عن العالم، هنا فكرة تنم عن موهبة وهناك قدرة تحولها لحقيقة ملموسة وواقع معيش، ما يعني أنَّ دعم واهتمام ورعاية هذه العقول هو استثمار حقيقي في الإنسان، وضمانه لصنع مستقبل أكثر إشراقا وتغيراً، المملكة أدركت ذلك منذ وقت مبكر واستثمرت بالفعل في الموهبة والإبداع، وصولاً لليوم الذي تحتضن فيه بكل فخر العقول العالمية التي تشارك في تخيل المستقبل وصنعه.
وعلى دروب الخير نلتقي.