د. صالح بكر الطيار
تابعت ردود الأفعال العالمية التي جاءت من كل أصقاع المعمورة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي وإساءته لنبي الأمة ونور الهدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، شاهدنا المسيرات والتجمعات التي شددت على منع أي مساس يمس سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد، وقد اتجه البعض إلى تأجيج الموضوع ومعاملة المثل بالأقوى وهذا ما كان في زمان مضى، حيث استغلت الجماعات المتطرفة أي حدث أو تعليق حتى يدخلوا من خلاله إلى ساحات دم جديدة لتصفية الحسابات الخاصة بعيدا عما شرع به ديننا الحنيف من احترام الديانات الأخرى مع منع المساس أو التعدي على الرسل والأنبياء.
شاهدنا بيانات وسطية معتدلة من هيئة كبار العلماء ومن حقوق الإنسان ومن عدة جهات أدانت الفعل، ولكنها وضعت للأمور مقاييسها وموازينها، الأمر الذي يشكل منهجية في تعامل ديننا الإسلامي القويم والذي علمنا ان الدين المعاملة، وقد نزلت آيات محكمات في القرآن الكريم تؤكد على اهمية الصبر وتجاهل الجاهلين وتغافل السفهاء الذين لا يحسب لهم الكلام وإنما عليهم، إن مخاطبة الاخر من منظور ديني وشرعي يجب أن تعتمد على الموعظة الحسنة وهداية من حاد عن الطريق الصحيح وتوظيف معاني الإسلام من خلال التعاملات والاخلاق ..وهذا ما أوصى به دستورنا العظيم القرآن الكريم مع اهمية البعد عن استغلال الاسلام واسمه في تحقيق المصالح وربطه بأمور اخرى وتحويله إلى إسلام سياسي، وإنما نشر رسالة الإسلام وتعليم العالم بأخلاق وهدي النبي عليه الصلاة والسلام
لن يسمح المسلمون بكل الطرق والأوجه التعدي على نبينا محمد، والكل يدافعون عنه ويجب أن يضع كل غيور محب لدينه ونبيه في عقله سؤال يتلخص فيما لو كان الرسول بيننا فكيف يعمل، لذا حينها علينا أن نرى الشخصية العظيمة الفريدة التي اتصف بها رسول الأمة ونبي البشر في التعامل مع مثل هذه الأحداث. ووقتها سنجد أن خلقه القرآن وانه حسن الخلق طيب المعشر رحيم القلب وحكيم النظرة وسنرى أن تعامله معها ينصب في تحقيق المصالح الدينية ودرء المفاسد الدنيوية وفق الموضوعية التي تمنع إيذاء نفسك والاخرين وفي نهاية المطاف {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.