د.شامان حامد
المملكة - ولله الحمد - تقدِّم دورًا رياديًّا مهمًا، وإسهامًا عالميًّا كبيرًا فيما يتعلق بالبحث العلمي والأبحاث السريرية والدراسات المتعلقة بالوصول إلى معلومات إضافية، كونه جزءًا لا يتجزأ من الاستجابة للأمراض المستجدة، خاصة الأمراض المعدية، حيث خطت خطوات باتجاه المعالجات المتعلقة بفيروس (كورونا) المستجد، من خلال كوادرها المتميزة من السعوديين الرائدين في المجال البحثي، والحائزين على مستويات علمية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي، بأبحاث في مجملها تنقسم إلى أبحاث وبائية، وأبحاث أساسية تتعلق بفهم الفيروس، وأبحاث علاجية، وتدخل في ذلك الأبحاث المتعلقة بالأدوية، وأيضًا المتعلقة باللقاحات في المستقبل القريب، وهو ما ليس بعجيب عليها حتى وصل ترتيب المملكة إلى المرتبة الـ25 عالميًّا، والثانية على مستوى الشرق الأوسط، والأولى بين الدول العربية في إصدار الأوراق العلمية المُتعلقة بفيروس (كورونا) المُستجد. وفق مؤشر نيتشر لعام 2020 (Nature Index 2020 Annual Tables) ، وهذا يُعَدُّ إسهامًا مهمًّا تشارك فيه مجموعة من المراكز البحثية والفِرَق التي تقوم على إجراء الدراسات العلمية من مختلف القطاعات الصحية بالمملكة.
بل وشاركت في إحدى أهم الدراسات التي اختتمت بشكل ناجح، كأكبر الدراسات من ناحية العدد في هذا المجال حول العالم، وهي دراسة العلاج بالبلازما؛ فمن المعروف أن الجهاز المناعي في الجسم ينتج طيفًا واسعًا من الأجسام المضادة للأمراض المعدية، بما فيها الفيروسات، مُبينًا أن هذا المبدأ ليس جديدًا، وقد استُخدم في السابق في علاج (سارس1)، وفيروس (كورونا الأول)، وقد أُجريت الدراسة على عدد من المصابين يقابلهم عدد من الأشخاص غير المُصابين، لتُبشرنا النتائج الآن في مراحلها النهائية من التحليل.
إضافة إلى الجداول القياسية المعتادة التي ضمت 19 دولة عربية، احتلت السعودية، والإمارات، ومصر المراكز الثلاثة الأولى على الترتيب منذ عام 2017، وحققت المملكة ما يقارب 65 % من إجمالي حصة البحث العلمي للدول العربية، بينما حققت الإمارات زيادة ملحوظة بنسبة 18 % في الحصة المعدلة، أما مصر، فقد حافظت على مركزها الأول في شمال إفريقيا، والثاني على مستوى إفريقيا خلال الفترة نفسها، لذا فهم على قوائم «النجوم الصاعدة»، وقد صُنفت بناء على نمو إنتاج المؤسسات للأبحاث العلمية عالية الجودة منذ عام 2015، حتى عام 2019، وكانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» هي المؤسسة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي جاءت ضمن قائمة «أكثر 100 نجم صاعد عالميًا» في أبحاث علوم الأرض والبيئية، والمؤسسة الوحيدة من الدول العربية ضمن في أبحاث العلوم الفيزيائية، واستحواذها على أكبر حصة بحثية في الدول العربية على مدار السنوات الثلاث الماضية، بنسبة تفوق 50 % من حصص البحث العلمي لمؤسسات الدول العربية مجتمعة، ليُكللها مؤخراً تدشين جامعة جدة أكاديمية الباحثين وانطلاق سلسلة اللقاءات العلمية حول الاتجاهات البحثية الإستراتيجية، إضافةً إلى تفوقها بإطلاق جامعة الملك فيصل مسار (ناشر 2020) لدعم البحوث العلمية للعام الثاني على التوالي، ويهدف إلى تشجيع النشر العلمي في المجلات المصنّفة والمُدرجة في قواعد البيانات العالمية دون الحاجة للانتظار للتقديم على المشاريع السنوية والتحكيم، تحقيقاً لهوية المملكة ورؤيتها، التي تسعى إلى تنمية ثقافة إنتاج بحث علمي رصين يهدف إلى بناء اقتصاد معرفي، ويضع احتياجات المجتمع ضمن أولوياته، والعمل على تطوير منظومة بحثية محفزة على الابتكار والإبداع تؤصّل لإنتاج بحثي يعزز الاقتصاد المعرفي، وتوطين التقنيات البحثية الحديثة.