بناء الوطن على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ملحمة وحدة يفتخر فيها كل مواطن، ويستشعر نعمة الأمن والرخاء التي يعيشها، وكيف كانت حياة أسلافنا قبل 100 عام ونيف، ومسار الملك عبدالعزيز ورجاله من الكويت لاسترداد الرياض وبناء الوطن، مسار تاريخي حي ومتجدد، وعناصر الرحلة لا تزال حاضرة وشاهدة ونعيشها في حياتنا اليومية، وبعضها مواقع معروفة يمر بها المسافرون، والبعض منها مناطق سكنية.
مع إنشاء نادي الإبل، واضطلاعه بأدوار تعريفية وتطويرية لقطاع الإبل، وقفزات نوعية منظمة لتعزيز هذا القطاع ليساهم في التعريف الحقيقي للإبل ودورها الثقافي والاقتصادي، فقد نفذ مسارات قوافل للإبل خلال إقامة مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل، بدأت الرحلة الأولى من الربع الخالي وصولاً إلى مقر المهرجان، والرحلة الأخرى انطلقت من مدينة نيوم باتجاه الرياض أيضاً، ونحن كأبناء وطن، سواء من الممارسين لرياضة ركوب الإبل أو الخيل، نشجع مثل هذه الرحلات، ونتطلع إلى أن تأخذ هدفاً تعريفياً للداخل والخارج عن المملكة العربية السعودية، وتعزيز وتحسين الصورة الذهنية الخارجية، وتروية الأجيال بروح وطنية ملموسة يشارك في التعايش معها، وإبراز مآثار المؤسس طيب الله ثراه والكنوز الثقافية الوطنية. وهذا ما نتمنى أن يتبناه نادي الإبل في إطلاق رحلة توحيد الوطن في قوافل من الإبل والخيل العربية، يشارك فيها أبناء الوطن بمختلف الأعمار، تنطلق من مقر إقامة الملك عبدالعزيز بدولة الكويت، وتتبع مساره إلى الرياض، وإحياء موارد المياه التي عبر خلالها، والقصور التاريخية على الطريق، ويقيم فيها المشاركون وتتضمن لقاءات للتاريخ يتحدث فيها علماء التاريخ والآثار للعالم أجمع من خلال التعطيات الإعلامية المختلفة ويستعرض فيها تاريخ الأماكن، ويمكن أن تتضمن زيارات للمواقع الأثرية أو المتاحف القريبة من المسار لتوسيع المعرفة بالممارسة، وفي هذا الرحلة تتضافر جميع جهود الجهات ذات العلاقة بمختلف تخصصاتها، بالإضافة إلى مشاركة المجتمعات المحلية في القافلة أثناء عبورها خلال أو بالقرب من مناطقهم. ويكون موعد وصولهم إلى مقر مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالتزامن مع وجود خادم الحرمين الشريفين وتمر القافلة أمام المنصة الرئيسة مع إحدى قصائد استعادة الرياض ذات الشهرة، وترفع من حماس المشاركين أو الراغبون في المشاركة في هذه الرحلة، تتجمّل الإبل بجميع عناصر الزينة المعروفة للإبل التي تصنع من السد بأيدي وطنية، وينظم الوصول تنظيماً يليق براعي الحفل وصحبه.
هذه الرحلة لها إيجابيات متعددة تبدأ في إيصال معاناة المؤسس ورجاله في أولى خطوات الوحدة الوطنية، وأن بناء الوطن لم يتم إلا بتضحيات، والتغلب على صعوبات الحياة وتخلّد التاريخ المقروء في عقول أبناء الوطن، إضافة إلى التعرّف بالثروات الثقافية للوطن على مسار الطريق، كما أنها تخلق منتجا سياحيا ثقافيا وطنيا لا مثيل له، ويمكن أن يصبح مساراً ثابتاً لعدد من الأنشطة لاحقاً، وتسمح لجميع المدن التي يمر خلالها المسار في المشاركة في مهرجان الإبل ممن خلال مواقعها.
** **
- مرضي الخمعلي