أولت جمعية الكشافة العربية السعودية المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة اهتماماً كبيراً منذُ أن اعتمدت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عام 2015 أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، والتي تُعرف أيضًا باسم الأهداف العالمية، كدعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030، حيث عمل منسوبي الجمعية ولا يزالون يعملون مع 50 مليون كشاف ينتمون إلى 171 بلداً حول العالم في أكبر مساهمة شبابية في إطار منسق لتحقيق تلك الأهداف الـ 17 من خلال إجراءات خدمة المجتمع، والعمل على ربط الإجراءات الكشفية بأهداف التنمية المستدامة وتمكين الشباب ليصبحوا صنَّاع للتغيير عن طريق تطوير الكفاءات في إطار عالم أفضل، حيث شاركت الجمعية في العديد من الفعاليات العالمية والإقليمية والمحلية التي اهتمت بذلك الشأن، فعلى المستوى العالمي شاركت خلال عام 2019 في الجامبوري الكشفي العالمي الـ 24 الذي أقيم في محمية سوميت بيكتل في ولاية فرجينيا الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي اهتم بأهداف التنمية المستدامة، وشاركت الجمعية حينها في الورش التدريبية التي عقدتها الأمم المتحدة للكشافين للدفاع عن حقوق الإنسان، وشاركت إقليمياً في اللقاء الإقليمي « الكشافة من أجل أهداف التنمية المستدامة» الذي نظمته المنظمة الكشفية العالمية بالتعاون مع جمعية الكشافة الكويتية في نوفمبر 2019، كما قدمت ورقة عمل في نفس الموضوع خلال مشاركتها في المؤتمر الكشفي العربي الـ29، الذي استضافه الاتحاد العام للكشافة والمرشدات في مصر، في مدينة شرم الشيخ شهر سبتمبر 2019، وعلى المستوى المحلي، شاركت بمبادرات عديدة من أهمها السلال الغذائية لتحقيق الهدف الأول، والتبرع بالدم لتحقيق الهدف الثالث، وتفعيل الكشافة النسائية لتحقيق الهدف الخامس، والاهتمام بالشأن البيئي لتحقيق الهدف الثالث عشر، وتفعيل عنصر حياة الخلاء والطبيعة في الطريقة الكشفية لتحقيق الهدف الخامس عشر، وتفعيل مجال السلام في المشروع الكشفي العالمي رسل السلام لتحقيق الهدف السادس عشر، وتوقيع العديد من الشراكات والاتفاقيات لتحقيق الهدف السابع عشر، ويأتي كل ذلك إيماناً من الجمعية إلى أن أهداف التنمية المستدامة تقتضي العمل بروح الشراكة وبشكل عملي حتى نتمكَّن من اتخاذ الخيارات الصحيحة لتحسين الحياة بطريقة مستدامة للأجيال القادمة، حيث توفمبادئ توجيهية وغايات واضحة لجميع البلدان لكي تعتمدها وفقاً لأولوياتها، وخصوصاً أن الأمر ليس بالجديد على الحركة الكشفية باعتبارها مفتوحة للجميع دون تميز في الأصل أو الجنس أو العقيدة، وفقاً للهدف والمبادئ، كما أنها تقضي على كافة أشكال التمييز بين العرق والجنس واللون، وتعمل على تربية الفتية والشباب على حياة الخلاء والاعتماد على الطبيعة وحمايتها والعمل على توفير بيئة سليمة آمنة للحياة، يتعاون فيها الجميع من أجل تحقيق غد أفضل بعيداً عن النزاعات والتلوث، وهو ما يتسق مع إطار عالم أفضل الذي هو مجموعة من البرامج والحملات والفعاليات المنسقة والمصممة لتطوير كفاءات الشباب ليصبحوا مواطنين فاعلين من خلال اتخاذ إجراءات بشأن القضايا المتعلّقة بالتنمية المستدامة، فضلاً عن أن الإطار يساعد على مواءمة أهداف الكشفية المتعلِّقة بالمواطنة العالمية الفاعلة وعملها على تنمية المجتمع مع الأهداف العالمية المشتركة خاصة وأن المنظمة الكشفية العالمية تعمل على تشجيع الجمعيات والهيئات والاتحادات الكشفية حول العالم على تنفيذ المبادرات التي من شأنها أن تدعم إطار عالم أفضل ومن أهم تلك المبادرات مشروع رسل السلام، ووسام كشافي العالم، وشارة باتريمونيتو الكشفية (الكشافة العالمية - برنامج التراث العالمي لليونسكو، وبرنامج البيئة الكشفي العالمي، وبرنامج الكشافة والطاقة الشمسية، وبرنامج الحوار من أجل السلام.