خالد بن حمد المالك
الانقسام الحاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الذي صاحب فترة الانتخابات الأمريكية لا يلقي بظلال واسعة من الضرر الكبير على أمريكا وشعبها فحسب، وإنما قد يمتد تأثيره إلى مختلف دول العالم.
* *
فأمريكا هي سيدة الكون اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وهي الأولى في كل منشط أو حراك أو عمل في هذا الكون الواسع، ولا استقرار ولا سلام في العالم متى ما غاب الاستقرار والسلام عن أمريكا.
* *
لهذا فليس من مصلحة العالم أن يستمر هذا الانقسام الأمريكي، وأن يظل هذا المشهد قائماً دون احتوائه، فالسلام العالمي يبدأ بأمريكا وينتهي بدول العالم، ومن هنا ينظر العقلاء إلى الحالة التي تمر بها أمريكا حالياً بكثير من الخوف والقلق والتوجّس.
* *
وكل من ينظر إلى هذا الانقسام في أمريكا بفرح وسعادة وتمنيات بأن يضفي مزيداً من التصعيد السلبي، فهو لا يقرأ جيداً ما سيؤول إليه الوضع في كل دول العالم من حيث الكساد الاقتصادي، وتصاعد الخلافات، وصولاً إلى حروب مدمرة ربما.
* *
وما نتمناه أن تمر هذه العاصفة السوداء - وقد يصل غيمها إلى خارج الأراضي الأمريكية- من دون أن يكون لها أي تأثيرات سلبية، فدول العالم في حاجة إلى الاستقرار والأمن والسلام في أمريكا وتالياً إلى مختلف دول العالم، وصولاً إلى اقتصاد مزدهر، خاصة بعد ما تركته جائحة كورونا من انكماش اقتصادي عالمي غير مسبوق.
* *
صحيح أن انتخاب بايدن لرئاسة أمريكا للسنوات الأربع القادمة، وما قاله من أنه سيكون رئيساً لكل الشعب الأمريكي بديمقراطييه وجمهورييه، ربما يضع حداً لهذا الانقسام، وبالتالي تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بقوة تأثيرها الإيجابي على كل المسارات الحيوية لشعوب دول العالم، وبما لا تُمس أي دولة بضرر من تداعيات هذه الانقسامات.
* *
لهذا فليس غريباً أن يتابع العالم الانتخابات الأمريكية بكل هذا الاهتمام والتفاعل، وكأنها انتخابات تخص كل دولة بالصميم، وهو ما لا يمكن تفسيره بغير أن أمريكا هي من يصنع السلام، ويقود الاقتصاد، وهذا سر القلق العالمي من هذا الانقسام الذي واجهته الولايات المتحدة خلال فترة الانتخابات.