رمضان جريدي العنزي
الإحسان إلى الفقراء والضعفاء أمر مطلوب ومرغوب فيه، وهو عمل متاح للأغنياء ولغير الأغنياء، إن ديننا الحنيف حث عليه ورغب فيه، وهو عمل حسن جميل وراق، وفرصة عظيمة لإنعاش المستضعفين والبائسين والمساكين والحيارى، وإمدادهم بالمعونات اللازمة، والاحتياجات المطلوبة، إن الله تعالى أجزل المثوبة لعامل البر والإحسان، وتوعده بالخير الجزيل في الدنيا والآخرة، والمال والأهل والولد، إن إدخال السعادة والسرور على قلوب المحتاجين، وتحسس آلامهم وأحلامهم، ومدهم باللمسات الحانية، والمشاعر الفياضة، يعد عملاً إنسانيًا راقيًا ونبيلاً، إن المجتمع الذي يتكافل أفراده لا يقهر أبداً، والمجتمع الذي يعيش روح المحبة النقية، والإخاء الصادق، وتقاسم الهموم، والمساعدة في حملها، مجتمع قادر على مواجهة التحديات وتخطي المشكلات والأزمات، إن إسداء المعونة للفقراء والمستضعفين من دون إبطاء أو تأخير ومن غير منّة، وإشباع حاجاتهم الضرورية كالمأكل والملبس والمادة، تعد أعمالاً جليلة وثمينة، وليس بالضرورة أن يكون مقدار الدفع كثيراً، لأن القليل خير من العدم، إن الإحسان من أعمال البر والخير، وخلق من أخلاق المتميزين، وسمة من سمات العابدين، وخصلة من خصال النبلاء، فيه خير للعباد، ومنفعة للبلاد، وطريق قويم لتماسك المجتمع وتقدمه، إن للإحسان في الإسلام مكانة عالية ورفيعة، كونه قيامًا بالواجب، ومنطلقاً للوفاء، ويترجم عن أريحية نفس وسخاء، إنه عناوين للحب، وخطب للود، وكسب للنفوس، وهيمنة على القلوب، واستعمار للأفئدة، قال سبحانه وتعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، إن الإحسان من أرقى وأعلى منازل العبادة، بل روحها وأساسها، إنه لب الإيمان، وروح الإسلام، وكمال شرعه، إن من أراد المقام الرفيع، والفوز والسعادة والنجاة، ومحبة الخلق والخالق، فليعمل بالبر والإحسان، بلا كلل ولا ملل، وبروح وثابة، فيا عباد الله: اتعبوا أنفسكم في أول هذا الطريق، حتى تكسبوا الراحة في آخره، وأدلجوا السير فيه حتى تكسبوا الهدوء والطمأنينة وراحة البال والخير الوفير.