د.عبدالعزيز الجار الله
حبس العالم أنفاسه لأول مرة أثناء الانتخابات الأمريكية 2020 نهاية الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع، لأن العالم ليس كما كان الجميع تحت قطب واحد أو قطبين، ولأن البعض كان ينظر إلى الانتخابات الأمريكية كنوع من تصدع النظام الديمقراطي الذي تتباهى به أمريكا، أو تفكك الولايات المتحدة كما تفكك الاتحاد السوفيتي، كان العالم ينتظر حدث في أمريكا غير الانتخابات، فالعالم أصبح أكثر من قطب وقوة ليست أمريكا لوحدها أو أمريكا وروسيا.
المعادلة الدولة اختلفت الصين دولة قوية عسكرياً وصناعياً واقتصادية، وتحاصر مصالح أمريكا وروسيا، كما أن الهند واليابان وأوروبا والبرازيل وإندونيسيا والكوريتين قوى تنتظر، فلم تكن أمريكا هي مركز الكون ولا روسيا، ومع تقدم جو بايدن في الانتخابات الرئيس الجديد لأمريكا، سيحدث تغيرات في السياسة الأمريكية، يتوقع أن تقل مخاطر أخطار فيروس كورونا لأنه قد يفرج عن أمصال ولقاحات ودواء كورونا، لأنها ربطت بالانتخابات، كما ستفتح ملفات عالقة في الشرق الأوسط منها: القضية الفلسطينية والإيرانية والتركية.
العالم يتجه إلى تعدد الأقطاب، لأن الصين ترى أن اقتصاد العالم العربي والشرق الأوسط قريبا منها وهي شريك جغرافي تحت مظلة آسيا المدعوم من الهند والباكستان، وقضية تجارة السلاح أصبحت متعددة ومتوفرة في السوق السوداء بعد تطور تقنية تصنيع الأسلحة: الصواريخ العابرة والطائرات المسيرة، والمرتزقة من المحاربين، وشركات الحراسات العسكرية والأمنية، إضافة إلى بيع المواقف السياسية، والابتزاز كما حدث ويحدث في الشرق الأوسط.
الأشهر القادمة سيكتشف العالم حقائق جديدة على الأرض ليس مطروحة في السابق، فالصين التي انتصرت في حرب كورونا، كونها المصدر للفيروس لكنها الأقل بين الدول في الخسائر السياسية والاقتصادية والضحايا البشرية، لذا ستتجه الأنظار إليها، كما سيكون لها دور فاعل في الحياة السياسية كقطب فاعل في معظم قضايا العالم.
إذن الجميع رمى بأوراقه في ساحة العالم، حتى المحللين ومكاتب الاستشارات والوكالات الإعلامية وارتفع سقف التوقعات عاليا ورسمت خرائط نفوذ سياسية، وبالمقابل قد لا يحدث من هذا التخيل والتوقع والتصعيد.