إبراهيم بن سعد الماجد
بلادنا المملكة العربية السعودية، هي في الحقيقة قارة، حيث إنها متعددة التضاريس والأجواء، وكذلك التاريخ.
يصاحب ذلك بطبيعة الحال، تنوع المنتج الغذائي، بشكل كبير، مما يحقق لنا - بإذن الله - أمناً غذائياً وفيراً.
في هذه المقالة أتحدث عن جزء مهم من أجزاء الوطن، ألا وهي منطقة الحدود الشمالية، تلك المنطقة الخصبة بأرضها، العزيزة برجالها، فلو ألقينا نظرة على وديانها لوجدنا الأودية الخصبة مثل وادي عرعر ووادي أبا القور والهلالي ووادي بدنة، والتلال والجبال مثل قارة معطان وتلول الشامي والمركوز والخفيس، كما تنتشر الرياض بالمنطقة التي يؤمها المتنزهون خاصة في موسم الربيع، وأوقات الأمطار.
عرعر كما هو معلوم هي عاصمة منطقة الحدود الشمالية، ومما تتميز به مدينة عرعر موقعها الاستراتيجي. فهي تقع على مثلث دولي، فمن جهة الشمال العراق وتركيا ودول أوروبا، ومن جهة الغرب الأردن وسوريا ولبنان، ومن جهة الشرق دول الخليج العربي.
هذا الموقع الجغرافي المهم، وهذه الأرض الخصبة، الغنية ليس فقط بثروتها الغذائية وإنما بما هو أكثر. فمنذ سنوات تم اكتشاف الفوسفات والغاز في طريف وتحديداً في حزم الجلاميد ويعد من أكبر احتياطيات العالم، وتعمل الحكومة حاليا على استثماره، برصدها (26) مليار ريال لإنشاء مدينة صناعية في حزم الجلاميد، مما يعني أن المنطقة مقبلة على نهضة صناعية غير مسبوقة، وهذا بلا شك مما يضاعف ويعظم من مسؤوليات أمير المنطقة وكافة الأجهزة الحكومية وغير الحكومية، لمواكبة هذه النقلة المتوقعة.
في جانب آخر أعتقد بل أجزم أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان يدركه ويوليه عنايته الكبيرة منذ توليه مسؤولية إمارة المنطقة، ألا وهو جانب الاهتمام بما أسميه بثروة الغطاء النباتي وثروة الأودية التي هي في الحقيقة من الأهمية بمكان، فالحدود الشمالية منذ القدم وهي منطقة رعي، ومنطقة معروفة بثروتها الحيوانية المتميزة، ولذا فعلينا أن لا تأخذنا الصناعة عن هذا المصدر الغذائي المهم، بل إن ذلك هو الأساس، وهو كما أسلفت مما اشتهرت به المنطقة على مر العصور.
الأمير فيصل بن خالد رجل نشيط، بل عُرف بحبه للإنجاز، بل وأزيد يبحث عن كل ما من شأنه النهوض بالمنطقة لتكون كما يتمناها ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لذا وجدتني أكتب هذه المقالة مشاركة في التحفيز لرجال الأعمال ليكونوا مع هذا الأمير الذي يبحث عن نهضة هذه المنطقة، ويسعى لرفاهية ساكنيها.
الحدود الشمالية، بتاريخها وجغرافيتها تُعد من أهم مناطق المملكة، وأكثرها حضوراً في الأحداث، ولذا فنحن السعوديين نعتبرها من أغلى تراب الأرض.
تحية لأمير شمال الوطن مع نسمات شتاء جميل - بإذن الله -.