إيمان الدبيَّان
«دعوتك للقدوة وأنت ذاك، وطلبتك البدء فكنت هناك، لله درك من سعودي، ترفع رأس من دعاك، فشكرًا».
رسالة موجزة؛ لكنها بليغة، قصيرة؛ ولكنها عميقة، المرسل: الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، المرسل إليه: الإنسان السعودي، رجلاً أو امرأة، شاباً، أو شيخاً في كل مكان بلا استثناء، وبكل إنصاف، وثناء.
لن أتحدث عن المُرسِل الذي تشَرَّفتُ بحضور مناسبات رسمية عديدة تحت رعايته، أو على شرفه، كسوق عكاظ، ولقاء الإعلاميين، والكتاب في مجلسه، وجوائز التميز، وغيرها من المناسبات، وأعرف أنه من القليلين الذين لا يحبِّذون الحديث عن أنفسهم، ويتركون أعمالهم تتحدث عنهم، ومن أهم هذه الأعمال مشروع الربط الإلكتروني بين الجهات الحكومية بالمنطقة، وهي إحدى المبادرات الريادية لملتقى مكة الثقافي في موسمه الحالي؛ تحت شعار «كيف نكون قدوة في العالم الرقمي».
وتستفيد من تنفيذ مشروع الربط الإلكتروني، أكثر من 100 جهة حكومية في جميع محافظات منطقة مكة المكرّمة، ذلك المشروع الذي عند مناقشته وجه سموه هذه الرسالة إلى الإنسان السعودي الذي لبّى النداء ليكون قدوة، وبدأ بها فعلاً فاستحق الشكر من صاحب الدعوة.
الإنسان السعودي قدوة في دينه فلا غلو، ولا تجاهل، وقدوة في فكره لا انقياد لتطرف ولا تكاسل، الإنسان السعودي قدوة في ولائه لملكه، ووطنه، ومجتمعه يبني وطنه، وتحتويه أرضه بمشاريع عظيمة ونهضة كبيرة.
الإنسان السعودي قدوة حتى في ردة فعله تجاه بعض أنظمة الدول المُعادية، والمنظمات الهادمة، لا عنف ولا إرهاب، ولا تطاول ولا سِبَاب؛ بل مساعدات تصل عند كل مصاب.
الإنسان السعودي قدوة في تعامله مع الأحداث العالمية، والمستجدات الدولية التي توجهها القوة العالمية فلا تَفْرِق معه إنْ حُكِمتْ هذه القوة برئاسة جمهورية، أو ديموقراطية، وإن كانا حزبين مختلفين فنحن بإنسانيتنا السعودية ثابتِين مؤثِّرِين بِثِقلنا الاقتصادي، والسياسي، والحكومي.
الإنسان السعودي اليوم هو نفسه السعودي بالأمس بعقيدته؛ لكنه ليس هو السعودي الذي سيطرت على بعضهم زمناً أفكاراً منعزلة، أو ضغوطَ حرياتٍ مغلقةٍ تَضيقُ حدودها ويُعتَّم نورها، السعودي اليوم قدوة بفكره المنير، وإنجازه المبهر المثير في وقت قصير، نساء ورجالا نرفع رؤوسنا شامخة بحكامنا ووطننا وشعبنا.
هذا هو الإنسان السعودي الذي تلقّى الرسالة، وذاك هو الأمير السعودي الذي وجّه الدعوة، فهل هناك أنموذج عالمي كهذا؟! أيوجد مجالس مفتوحة للشعوب كمجالس حكامنا؟! أين القدوة التي تماثلنا؟! ومتى رأينا أو سمعنا تلاحماً كتلاحم ولاة أمرنا مع شعبنا؟! ببعض أدوات الاستفهام التي عرضتها، وبكل الإجابات التي ندركها، كانت الرسالة من مجموعة إنسان إلى الإنسان السعودي ابن السعودية العظمى برجالها وحكامها ومواقفها.