أَعَزّ مَكَانٍ في الدّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزّمانِ كِتابُ
أبو الطيب المتنبي
مرحباً، أنا مريم وعمري واحد وعشرون. كنتُ محظوظةً جداً بنشأتي في عائلة تهتم بالأدب والثقافة، وارتباطي بوالدي العزيز كان هو السبب الرئيس لاكتشافي عالم الأدب واكتسابي هذه العادة - عادة القراءة -. ولكن هناك من لم ينشأ في بيئة ثقافية ويحاول اكتساب هذه العادة لكنه كثيراً ما يفكر بأنه في سن متأخرة ولن تفلح محاولاته، وذلك شيء خاطئٌ جداً! لقد أثر فيّ أربعة أشخاص من حولي كانوا يمقتون القراءة والأدب والآن أصبحوا يتنافسون معي في القراءة! وجميعهم اكتسبوا هذه العادة في سن متأخرة. قرأت إلى الآن في سنة 2020 ما يقارب 120 كتاباً.. هذا مذهل صحيح؟! أنت أيضاً بإمكانك قراءة هذا العدد، بل أكثر.. كيف؟ إليك بعض النصائح من واقع التجربة:
1- خلق الوقت للقراءة: لاكتساب عادة جديدة لا بد من اختلاق الوقت والمساحة لها. القراءة وخصوصاً في بادئ الأمر تحتاج منك إلى توفير وقت لها من بين أشغالك ومهامك، مثال: أن تقوم بتخصيص نصف ساعة يومياً للقراءة ولا يهم إن كانت في الصباح أو المساء المهم أن تقوم بذلك، وبإمكانك أن تغير مدة الوقت وفقاً لظروفك، ولكن لاكتساب تلك العادة عليك التحلي بالصبر وأن تكون عازماً على ذلك.
2- اختيار الكتب المحببة: في بادئ الأمر يجب عليك اختبار النوع المحبب لك من الكتب، لا تذهب وتقرأ لدوستويفسكي أو كونديرا مثلاً لأنهما من عملاقة الأدب، ستلجأ لهما فيما بعد ولكن في بدايتك يجب عليك اختيار الكتب السهلة والمحببة لقلبك حتى لا يصعب عليك اكتساب هذه العادة، أو تُصاب بالملل.
3- الابتعاد عن الملهيات: جهازك، الذي ربما أنك تقرأ هذه المقالة منه، هو الملهي الأول الذي يمكنه أن يبعدك عن القراءة أو يشتتك، لذلك عليك التخلي عن الهاتف في فترة قراءتك. التلفاز أيضاً سيلهيك ويشتتك، لا تقرأ كتاباً وأنت تشاهد التلفاز!. لا تقرأ وأنت في جمعة أصحابك وأقاربك، فذلك أيضاً من الملهيات.
4- أقصد المكتبة باستمرار: للمكتبة سحرٌ رائع وأنت تقصدها، وتتغلغل في ممراتها، وتلتفت يمينا وشمالاً لترى ألوفٌ مؤلفة من الكتب، ذلك الشعور بحد ذاته بإمكانه تحفيزك للقراءة حتى وإن قصدت المكتبة دون النية في شراء كتاب ما. وحاول لاستثمار وقتك هناك أن تكتشف بعض الكتب، وأن تسأل العاملين عن بعض الكتب. المكتبة كنز، أقصدها ما دمت تستطيع ذلك!
5- تابع القراء على مواقع التواصل الاجتماعي: إن متابعة القراء على منصات التواصل الاجتماعي ستضفي عليك شعوراً رائعاً، سترى تعليقاتهم على الكتب، وهذا يناقش ذاك والأخرى تكتب مقالة عن كتاب ما، كل ذلك سيكسبك خبرات عن بعض الكتب والكتّاب، وأيضاً سيشجعك للقراءة.
6- شارك آراءك مع الناس: عندما تنتهي من كتاب ما حاول أن تشاركه مع أي أحد، حتى وإن كنت غير محاط بأشخاص يحبون القراءة، ولكن تعبيرك عن كتاب ما، ومناقشتك له سيزودك بالحماسة لقراءة الكتاب الآخر!
7- لا تجبر نفسك: الكثير من الناس يجبرون أنفسهم للدخول في عالم القراءة ليس للاستفادة، منها بل حتى يصبح قارئاً، إن كنت منهم فلا تكمل المقالة. يجب عليك أن تدخل هذا العالم وأنت محباً للقراءة فقط، ان كانت بواعثك غير ذلك فلن تكتسب العادة بالشكل المطلوب، بل ستضيع على نفسك الوقت.
في نهاية الحديث، أود أقول إنه لا يوجد عمر محدد لاكتساب القراءة، متى ما أضاءت الفكرة في عقلك، اذهب لتحقيقها، وتذكر جيداً بأن اكتساب عادة جديدة يتطلب كثيراً من الجهد والصبر، ولكن النتائج في النهاية مذهلة جداً!
ماذا تنتظر الآن؟!، أذهب وأقصد أقرب مكتبة لك، وتزود بما تحتاجه وابدأ بالاكتساب من الآن!
أتمنى لك قراءة ممتعة.