سلطان بن محمد المالك
«سدايا» هو اللقب المختصر للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وهي أحد الهيئات الناشئة حديثاً في المملكة وتقوم رؤيتها على الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات. في العام 2019 تم اعتماد استراتيجية سدايا من أجل دعم تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 . وبهدف بناء اقتصاد قائم على البيانات، فإن الهيئة تعمل على تنظيم قطاع البيانات وتمكين الابتكار والإبداع، وذلك من خلال أذرع ثلاثة، وهي مكتب إدارة البيانات الوطنية، ومركز المعلومات الوطني، والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، وجميع هذه الأذرع الحكومية تعمل تحت مظلة سدايا.
عام 2020 بكل ما حمله من تحديات للعالم بأكمله من دول وحكومات وشركات بسبب جائحة كورونا (كوفيد19)، كان بمثابة التحدي الحقيقي لسدايا لتثبت نفسها من خلال منتجات ومبادرات قدمتها ونجحت فيها في امتياز. فالعالم أصبح يعمل افتراضياً من خلال عقد الاجتماعات واللقاءات والندوات وغيرها، سدايا كانت الذراع الأيمن القوي لدعم الحكومة بكافة أجهزتها لضمان استمرارية الأعمال بدون توقف. وبلغة الأرقام نجحت سدايا في توفير كل ما تتطلبه الاجتماعات الرسمية للدولة في الداخل والخارج من تجهيزات تقنية وإدارية ونجحت في ذلك بامتياز فتم عقد أكثر من 526 اجتماعا افتراضيا من خلال نظام الاتصال المرئي الآمن (بروق)، ووفرت أكثر من 32 خدمة سحابية حكومية لعدد من الجهات الحكومية، ونظمت 44سيناريو لمنصات استشراف و5 فعاليات بناء للقدرات الوطنية، ومن خلال خدمة النفاذ الموحد فقد تم ربط 10 مليون من المستفيدين و167 جهة حكومية وإتمام 200 مليوم عملية.
وخلال احتواء جائجة كورونا كان الأبرز هو إنشاء مركز العمليات لدعم القطاعات الأمنية والصحية، وأطلقت الهيئة بنجاح منتجها الأبرز «تطبيق توكلنا» والذي كان علامة فارقة وخير معين لأكثر من 7.3 مليون مستخدم له، تلى ذلك إطلاق تطبيق تباعد الحائز على المركز الثالث عالميا. القمة العالمية للذكاء الاصطناعي كانت الحدث العالمي الأبرز والتي نظمتها (سدايا) في نسختها الأولى افتراضيًا في أكتوبر 2020, وهي منصة عالمية بارزة جمعت صناع القرار والخبراء والمختصين والأكاديميين في القطاعات الحكومية والخاصة من مختلف أنحاء العالم, بما في ذلك الشركات التقنية الرائدة والمستثمرين ورجال الأعمال, تحت شعار «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية».
سدايا لا زالت في بداياتها وأمامهم أهداف استراتيجية يسعون لتحقيقها، فطموحها ترسيخ موقع المملكة كمركز عالمي لتمكين أفضل تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي من خلال تطوير القوى العاملة في المملكة وبناء مورد مستدام للكفاءات المحلية في المجال، وبناء البيئة التشريعية الأكثر تشجيعاً للشركات والمواهب المتخصصة، وجذب التمويل الفعال والمستقر للفرص الاستثمارية المتميزة في المجال، وتمكين أفضل المؤسسات البحثية المتخصصة في البيانات والذكاء الاصطناعي لقيادة الابتكار وتعظيم الأثر، وتحفيز تبني تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي من خلال المنظومة.
شكرا لكل القائمين على «سدايا» فأنتم بنجاحاتكم أبرز نجوم عام 2020.