د.عبدالعزيز العمر
الاحتراق المهني للمعلم هو حالة مزمنة من التوتر النفسي تقود المعلم في النهاية إلى إنهاك جسدي ونفسي، وإلى الشعور بالعجز عن تحقيق أي إنجاز تربوي، وإلى عدم الفخر بانتمائه إلى مؤسسته التعليمية. لا جدال أن التعليم بطبيعته هو مهنة «مجزية» للبعض، وهو أيضًا مهنة «مرهقة وعالية المتطلبات» للبعض الآخر، الأمر يعتمد على شخصية من يمارس هذه المهنة العظيمة. وطالما كان ممارس مهنة التعليم غير هاوٍ لها، ومدبر عنها، ولا يمتلك كل متطلباتها من مهارات وقدرات وخصائص نفسية، وطالما لا يجد دعمًا مهنيًا ومعنويًا مستمرًا من المحيطين به، فسوف يواجه غالبًا خطر الملل من مهنة التعليم، وربما خطر تركها في النهاية. في وقت مضى كنت مسؤولاً في كلية تربوية تعد معلمين، أردت حينها أن أعرف مدى رضى وقناعة طلاب الكلية باختيارهم للكلية، فكانت النتائج مفزعة، حينها عزوت السبب إلى أن مهنة التعليم ربما لم تكن جاذبة لخريحي الثانوية، وهذا ربما يعود إلى غياب بيئة العمل المشجعة والمنتجة الداعمة للمعلمين مهنيًا ومعنويًا، هنا نحتاج إلى بحوث ودراسات رصينة تشخص تلك المشكلة. ومن مؤشرات احتراق المعلمين مهنيًا أن تجدهم يذهبون إلى مدارسهم وهم في حالة من الملل والتعب، وحالة من فقدان التركيز وعدم الحصول على النوم الكافي. في الغرب يلجأ بعض المعلمين إلى حكماء وخبراء نفسيين ليتلقوا منهم الدعم والتوجيه الروحي والنفسي.