رقية سليمان الهويريني
لا أحد يشك بجهود وزارة الصحة الوقائية الدورية والدائمة، حيث تنشط في شهر أكتوبر من كل عام بالتوعية حول الإنفلونزا الموسمية، وتسعى للحد من انتشار الفيروس، وأجزم أنها ستنجح بالتقليل من ضراوته من خلال حملاتها التوعوية لنشر الثقافة الوقائية في المجتمع. والإيعاز للمراكز الصحية بتسهيل التطعيم للناس، والقيام بزيارات للإدارات الحكومية والشركات والبنوك بهدف التحصين الوقائي.
ومن خلال التجارب وما أسمعه من الناس أجزم أن هذا اللقاح يعد أحد العوامل للحماية من الإنفلونزا الموسمية، والحد من انتشار العدوى داخل المجتمع، كما يقلل احتمالية الإصابة بمضاعفاتها الخطيرة بنسبة 70- 90 %، ويساعد على منع انتقال الفيروس من شخص لآخر. ويتم تركيب لقاحه كل سنة للحماية من ثلاثة أو أربعة فيروسات يُحتمل أن تسبب المرض في تلك السنة. وبذلك يعتبر التطعيم الطريقة الأكثر فعالية لمنع الإصابة به أو انتشاره أو الآثار المترتبة على الإصابة به.
وتطلق الوزارة بالتعاون مع القطاعات الحكومية والخاصة الحملات الواسعة والدعوة للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية مجاناً في المستشفيات والمراكز الصحية لمختلف الشرائح الاجتماعية بدون تعقيدات أو مواعيد، وتخصيص عيادات متنقلة في المواقع التجارية وزيارة الناس في أماكن تجمعاتهم، وهو تصرف حضاري ينم عن الشعور بالمسؤولية، فضلاً عن أنه إجراء يصب في اقتصاديات الصحة حيث سيتناقص عدد المرضى المترددين على المستشفيات وما يترتب عليه من إشغال الأطباء وصرف الأدوية الباهظة السعر التي تشكّل عبئاً على الدولة وضرراً للناس. وسيتوقف تغيب الطلبة عن مدارسهم وجامعاتهم، وسينتفي غياب الموظفين عن أعمالهم، الذي بدوره يتسبب في تعطل العمل، وهو فاقد وظيفي يتضرر منه الجميع.
ولعلي أناشد وزارة الصحة ببذل المزيد من التوعية بأهمية التطعيم وتأمين حقن لقاح الإنفلونزا في جميع المراكز الصحية والمستشفيات، وإلزام شركات التأمين الطبية بتوفيرها للناس وإقناعهم، فالبعض يتجنبه لعدم قناعته بجدواه، أو لارتفاع سعره!
وحتما ستنجح الوزارة بمحاربة هذا الفيروس بمهده من خلال جعل التطعيم كل عام إجبارياً للطلبة في مدارسهم والموظفين في مقر أعمالهم، وبقية المواطنين والوافدين وجميع العاملين، لكي يستمتعوا بشتاء دون متاعب.