في مبادرات تنم عن ارتفاع الوعي بأهمية المواقع والمباني التراثية، وضرورة حمايتها وتأهيلها والتعريف بها، بادر عدد من المواطنين خلال السنوات الماضية بترميم قصورهم التاريخية على نفقتهم وتحويلها إلى متاحف ومزارات سياحية، مما كان له الأثر الكبير في تنشيط الحركة السياحية، إضافة إلى حفظ تاريخ مناطقهم وبلداتهم.
ونستعرض في هذا التقرير عددا منها:
قصر العسكر
يعد قصر العسكر التاريخي بمدينة المجمعة من القصور التاريخية المهمة في المنطقة ويقارب عمره المائتي عام ويحمل السمات النجدية القديمة في العمارة وهو أحد القصور المشهورة في المنطقة، وزاره الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والملك سعود رحمه الله والعديد من الأمراء والرحالة الغربيين وكتبوا عنه.
وقد قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (سابقا) بترميم المبنى على نفقة أسرة العسكر، وذلك أن تبرعت به أسرة العسكر للهيئة بشكل دائم.
وتبلغ مساحة القصر من دون الملاحق الخارجية أكثر من 2000 متر مربع، وهو على شكل متوازي الأضلاع يحده من الشمال منازل بعض المواطنين، ومن الجنوب الغربي شارع بعرض ستة أمتار، ومن الشرق أرض واسعة شيد فيها منزل الضيافة ثم أصبح منزلاً لبعض أبناء وأحفاد إبراهيم العسكر (آخرهم إبراهيم بن عبد العزيز العسكر) وبجوار منزل الضيافة إلى الشمال يقع رباط الخيل وعنبر السجن، ومن الغرب يقع بستان صغير وبئر عمقها حوالي خمسة وعشرين متراً، ثم بجوارهما يقع المسجد المعروف بمسجد الإمارة أو مسجد إبراهيم.
بيت الشربتلي.. معلم بارز في جدة التاريخية
يعد بيت الشربتلي من أشهر وأقدم بيوت جده التاريخية.
بناه الشريف عبد الإله مهنا العبدلي عام 1335هـ ثم اشتراه الشيخ عبدالله شربتلي وسكنته السفارة المصرية.
والمبنى مكون من أربعة أدوار وسلمين داخليين رئيسيين وثالث للخدمة. كما يحوي العديد من الغرف والصالات الكبيرة نسبيا.
ويمتاز المبنى بموقعه الرائع وإطلالته المباشرة على ميدان البيعة ووزارة الخارجية ومسجد الجفالي وبحيرة الأربعين.
آلت ملكية البيت إلى السيد عبد الله عباس شربتلي بعد أن اشتراه من ورثة الشريف عبد الإله مهنا.
ويخضع البيت لمشروع الترميم والتأهيل وتدعيم أساسات المبنى والأجزاء السفلية من المبنى كما تشمل تدعيم المباني العلوية والشروخات، ويقوم السيد محمد عبدالله شربتلي وابنه سيف الإسلام بهذا المشروع مساهمة منهم في إحياء جدة التاريخية.
قصر ابن هتيل التاريخي في بيشة
وفي بيشة يقف قصر بن هتيل التاريخي كأحد أهم المعالم التراثية في المحافظة.
القصر قام عبدالله بن مفرح بن هتيل بترميمه وتحويله إلى متحف، لعرض قطع تراثية تعكس تاريخ محافظة بيشة المناطق الأخرى.
ويعود تاريخ القصر لأكثر من مائة عام ويضم ثلاثة طوابق تضم عدداً كبيراً من القطع الأثرية والتراثية التي تعكس تاريخ محافظة بيشة المناطق المجاورة لها.
ويؤكد المشرف على صيانة القصر وتطويره ناصر بن راشد الشهراني، أن أعمال ترميمه جاءت بمبادرة من أبناء القرية للمحافظة على التراث العريق بطبيعته السابقة وتوثيقه وتسجيله ضمن المعالم السياحية البارزة في محافظة بيشة.
حصن أبها التراثي
قام الشاب أنس بشاشة بترميم حصن أبها التراثي وحوله إلى ملتقى لأهالي المنطقة الباحثين عن جمال المباني الأثرية والطبيعة التي تبدو من شرفات هذا القصر الفريد.
وأقام فيه مقهى تراثيا يحمل هوية المكان والإنسان، لاسيما وأن جل تلك البيوت غير مستفاد منها، دون أن يُفقد المكان روحه وطبيعته، وحافظ على محتويات الحصن العسيري الشامخ بتقسيماته وزواياه وألوانه الزاهية، ليمكّن جيل اليوم من العيش ولو للحظات في بيوت الأجداد كما كانوا يعيشون، في بيئة تجلب الدفء والجمال والأناقة والهدوء.
وحرص الشاب بشاشة على استدعاء التراث بصورته الحقيقية ليعيد للمكان حراكه المندثر، مستفيداً من ألوان «القط» وروائح «الريحان» و»البرك» و»السداب» و»البعيثران»، بعد أن زيّن المشهد بمفارش «السدو» و»الفرائق» الملونة، و»اللحاف» العتيق، و»الفوانيس» و»الأتاريك» وعرض بعض الملبوسات القديمة كـ»الثوب العسيري» و»الشيلة المهدّبة» و»المنديل» الأصفر، وجلب بعض المقتنيات التراثية التي كانت تتكئ جدران «البسطة» منذ خمسة عقود مضت لتستحضر الزمان، وتكون اليوم شاهداً على المكان.
متحف قرية آل عليان بالنماص
وعلى جبال السروات، في منطقة عسير تقع قرية آل عليان التاريخية، التابعة لمحافظة النماص. وهي تعد مزارًا للسياح لما تحتويه من آثار وطبيعة ساحرة. يمكن للزائر الوصول إليها عبر طريق معبد من مركز السرح الذي يقع على طريق أبها - الطائف السريع.
ويوجد في القرية كثير من المقتنيات والقطع الأثرية والوثائق، التي اهتم بحفظها أحد أفراد القرية وهو صالح القناص، حيث أقام متحفًا في قصر والده محمد صالح القناص آل عليان العمري بعد ترميمه.
ويتكون المتحف من ثلاثة أدوار وقد بني من الحجارة الضخمة المحلية، وسقف من أشجار العرعر، وعملت أبوابه من أشجار الطلح القوية.
وقد نال هذا المتحف عدة جوائز كونه من ضمن المتاحف الخاصة المميزة.