فهد بن جليد
أحد المحظورات (الستة) التي يُنصح بعدم التحدث بها أمام الآخرين أو الإفصاح عنها، هي المشاكل العائلية، فـ(نشر الغسيل) على حبال أسماع المتطفلين يزيد الأمور تعقيداً، لأنَّ القاعدة تقول (فتش عن حلول مشاكل البيت داخل البيت)، فبرأيي أنَّ أوَّل خطأ ترتكبه الزوجة أو الزوج هو التوجه إلى أولئك الذين يشبهون (المشعوذين) من بعض المُتصدِّرين لحل الخلافات الزوجية والأسرية، وعرض المشكلة عليهم هاتفياً أو عبر برامج التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، دون التأكد أنَّ هذا (المستشار الأسري) يملك بالفعل أدنى علم أو خبرة أو فهم.
ما يجب أن يعرفه الناس - بوضوح- أنَّ ظهور بعض هؤلاء على شاشات التلفزيون وخلف الإذاعة، واستضافتهم في البرامج الحوارية ليس دليلاً كافياً على كفاءتهم، وليس رخصة أو شهادة تأهيل، فهناك موضة شراء واسعة لمساحات في بعض وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي للظهور بشكل متكرِّر (كخبير أو مستشار) في أي تخصص لتلميع الصورة والبروز، بمقابل مادي في بداية الأمر كمادة إعلانية، حتى يشتهر ويبدأ الناس يتهافتون عليه حتى لو كان طبيباً نفسياً أو أخصائياً اجتماعياً أو خبيراً مالياً أو مفسر أحلام عادي، ولكنَّه أصبح نجماً علاجياً بالروح والاستشارة، بل إنَّ هناك من مشاهير حل الخلافات الزوجية والأسرية من لا يملك شهادة علمية متخصِّصة، ولكن شهرته بالطريقة السابقة، عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، جعلت بعض حملة الدكتوراه أنفسهم يبحثون عن حل روحي وعاطفي لمشاكلهم الأسرية والعائلية عنده.
التكسب المادي تحت غطاء (الاستشارات الأسرية) آخذ في الاتساع مع سهولة التواصل والتعلق (بقشة) بحثاً عن أمل وحل، الأمر لم يتوقف عند الخسائر المادية فقط، المشورة الخاطئة وغير المتزنة تكلِّف كثيراً، وربما كانت سبباً في مزيد من القطيعة وتوسع الخلاف العائلي أكثر.
وعلى دروب الخير نلتقي.