إعداد - خالد حامد:
يقال إن الحقيقة هي أول ضحية للحرب، ولكن النضال العالمي ضد كوفيد 19 ليس صراعاً من هذا النوع، لكن هذه الجائحة تسببت في وفاة أكثر من مليون شخص حول العالم، ودمرت الاقتصادات وغيرت حياتنا بشكل كبير. لا يمكن للعالم تحمل أن تصبح الحقيقة أيضاً ضحية لهذه الأزمة. الوصول إلى المعلومات الموثوقة أمر بالغ الأهمية لفهم الخطر، والحد من المخاطر وإيجاد الحلول، ودور الصحفيين في البحث عن الحقيقة في عصر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة أمر بالغ الأهمية.
لقد احتفلت مؤخراً أكثر من 120 غرفة تحرير حول العالم، بما في ذلك صحيفة (ساوث تشاينا مورننج بوست) بيوم الأخبار العالمي ونجدها فرصة لتقدير الدور الذي تلعبه التقارير الإخبارية في مساعدتنا على فهم القضايا المعقدة التي تؤثر في حياتنا. هذا هو السبب في أن الحدث، الذي نظمته مؤسسة الصحافة الكندية ومنتدى المحررين العالميين، ينقل رسالة تقول: «الأخبار الحقيقية مهمة». إنها لم تكن أكثر أهمية في أي وقت مضى.
لقد سلط الوباء الضوء على ضرورة أن تكون وسائل الإعلام حرة في نقل الحقائق. هناك تعطش للحصول على معلومات دقيقة عن هذا المرض الفتاك الجديد والإجراءات المتخذة للحد منه. لكن القراء يواجهون كمًا هائلاً من المعلومات والشائعات غير الموثوقة، معظمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يتم تدريب الصحفيين على كتابة التقارير بشكل موضوعي وعادل. إنهم يدعمون الحقائق ويوفرون التوازن. إنهم لا يفهمونها دائمًا بشكل صحيح. ولكن هناك أسباب وجيهة وراء لجوء القراء إلى المؤسسات الإعلامية المحترفة أثناء الوباء وهم يبحثون عن معلومات موثوقة. كما ساعدت وسائل الإعلام في توحيد المجتمعات وحفزها على العمل معًا لمكافحة الفيروس. كانت هناك قصص ملهمة للمساعدة في رفع الروح المعنوية في هذه الأوقات الصعبة.
ومع ذلك، فإن كوفيد 19 أصاب صناعة الإعلام إصابات بالغة حيث تراجعت الإيرادات وفقدت الوظائف، وتوفي بعض الصحفيين أثناء تغطيتهم للوباء. وتعرض آخرون للمضايقة والقمع من قبل الحكومات التي كانت ترغب في التستر على إخفاقاتها.
كانت حرية الصحافة تواجه العديد من التحديات حتى قبل انتشار الوباء ولا تظهر الجائحة العالمية أي علامة على التخفيف من حدة تلك التحديات. تنتظرنا تحديات كثيرة، ويعد يوم الأخبار العالمي بمثابة تذكير في الوقت المناسب بضرورة تعزيز حرية الصحافة وحمايتها حتى تزدهر الصحافة المسؤولة.