إعداد - د. فايزة محسن الحربي:
أكدت الطالبتان بالثانوية (162) التابعة لمكتب البديعة بمدينة الرياض في الصف الثالث طبيعي شهد صالح الحربي ورنا علي الزهراني في البحث العلمي الذي تعملان على تقديمه لمادة مهارات البحث ومصادر المعلومات ضمن متطلبات مناهجهم الدراسية لهذا الفصل، أن أبرز المشاكل التي يواجهها التعليم عن بعد تتركّّز في عدة نقاط منها: مشاكل سوء اتصال الإنترنت، وعدم توفر البيئة أو الأجواء المناسبة للتعلّم، تكلفة الأجهزة الإلكترونية (وقيمة إصلاح الأجهزة عند حدوث عطل)، أسعار فواتير الإنترنت الباهظة (شهريًا)، استحداث فكرة التعليم الإلكتروني على فئات عمرية معينة (كان محصوراً على طاقم التعليم الجامعي فقط)، صعوبة التعامل مع الإلكترونيات لتوصيل المعلومة، عدم قدرة المعلمين على السيطرة على الطلاب مثل تداخل الأصوات أثناء الحصة وفتح الكاميرات أحياناً، الضغط على المعلمين وصعوبة توزيع وقتهم بين أطفالهم وطلابهم خصوصاً مع تداخل أوقات الدوام، تشتت تركيز الأطفال عند عدم توفير بيئة مدرسية لأن الأطفال يحتاجون إلى رقابة ومسؤولية من قبل المعلمين في ظل عدم وجود اتصال مباشر بين المعلم والطالب مع نقصان الشغف الكافي للتعلّم، بسبب عدم وجود أصدقاء أو دعم مباشر للطالب.
كما ترى الطالبتان الحربي والزهراني أن من سلبيات التعليم الإلكتروني أنه يزيد من التوتر وحدة المشاكل العائلية (وذلك لقضاء أفراد الأسرة الكثير من الوقت معاً) وطالبتا بضرورة توفير بيئة تكنولوجية لدى كل فرد من أفراد العائلة.
ومن الجانب لصحي أكدتا انعدام اللياقة الجسدية في التعليم عن بعد لقلة الحركة، واستهلاك وقت كثير على الأجهزة مما يسبب مشاكل عديدة على الجسم كضعف البصر وانحناء العمود الفقري، وشددتا على الحاجة لرفع الإحساس العالي بالمسؤولية لدى الطلاب خصوصاً مع إمكانية حدوث الغش أثناء الاختبارات.
وجاءت أهمية البحث الذي قدمته الطالبتان الحربي والزهراني في السعي لتوضيح العقبات التي تواجه جميع أفراد الكادر التعليمي، والسعي إلى تحسين المهارات الفكرية وتعزيز الرقابة الذاتية وحس المسؤولية لدى الطالب، مع توضيح أهمية التعليم عن بعد وتطوير مهارات أفراد المجتمع كافةً للحصول على مستوى عالٍ من الإنتاجية ذات الجودة العالية.
ويؤكد الطالب تركي العلياني بالصف الثاني ثانوي شرعي بثانوية أنس بن مالك - مكتب تعليم البشائر بمركز باشوت التابع لمحافظة بلقرن في منطقة عسير، عن امتنانه للتعليم عن بعد ووصفه بأنه عمل مريح وجميل، حيث إنه يختصر الكثير من الأمور على الطلاب، كما أنه عوّضهم عن الحضور والاختلاط في هذه الأزمة الشنيعة التي تُسمى بـ(فيروس كورونا كوفيد-19).
أما أخوه الطالب جابر بن سعد العلياني بالصف الثالث ثانوي طبيعي يدرس في نفس المدرسة فيتحدث عن إيجابيات التعليم عن بعد وانعكاساتها على الطلاب وكيف يساعد على تقليل الغياب لدى الطلاب، ويسهم في متابعة دقيقة لمستوى تقدّم الطلبة، ما يجعل هذه التجربة ذات فوائد على الطلاب، فهي تجربة مفيدة وممتعة وسريعة وسهلة الاستيعاب تخلق اهتماماً وحماس لدى الطالب خصوصاً عند استخدام تقنيات جديدة، لكن يظل التعليم الافتراضي يحمل في طياته بعض الصعوبات المرهقة على الطلاب مثل قضاء 6 ساعات متواصلة أو أكثر على الأجهزة لحضور الدروس فتسبب إجهاداً كبيراً على العين والجسد والعقل.
من جانبه تحدث الأستاذ سعد العلياني صاحب متحف باشوت ووالد الطالبين جابر وتركي عن الصعوبات والتحديات التي تواجه أولياء الأمور خصوصاً في مناطق ريفية مثل منطقة باشوت بمحافظة بلقرن تواجه إشكالية ضعف شبكة النت وفصل الكهرباء أحياناً فتضيع المحاضرات والحصص، كما أن التعامل مع الطلاب في الصفوف المبكرة مثل ابنه في الصف الثاني ابتدائي يصعب ضبطه وإلزامه بالجلوس لوقت طويل على الأجهزة يخلق تحدياً كبيراً لأولياء الأمور، وأضاف أيضاً ظهور بعض الإشكاليات كرصد الطالب غياباً في الوزارة لعدم تمكنه من الدخول عبر منصة مدرستي رغم حضوره عن طريف برنامج التيمز، ويتحدث عن سلبيات التعليم الافتراضي في صعوبة ضبط البرنامج اليومي للأبناء في أوقات النوم والأكل والصلاة، كما أنه قد يتعارض مع أوقات الصلوات، لذلك يرى العلياني أن التعليم عن بعد غير مجد ومرهق على أولياء الأمور، ويسأل الله أن تنتهي هذه الأزمة وتعود الدراسة كسابق عهدها.