ـ أطلق الأستاذ محمد فهد الحارثي الرئيس التنفيذي الجديد لهيئة الإذاعة والتلفزيون قبل أيام مبادرة عبر حسابه الشخصي تويتر قائلاً: (نسعى أنا وزملائي في هيئة الإذاعة والتلفزيون لتقديم محتوى يرقى إلى مستوى طموحاتكم وتطلعاتكم، فإنني أرحب باقتراحاتكم وأفكاركم، التي ستكون محل اهتمامنا جميعاً، فنحن نستهدف رضاكم، ونطمح لتقديم محتوى إعلامي يعكس واقعنا الثري، ويحقق رؤية بلادنا الواعدة). والأستاذ محمد الحارثي الكاتب الإعلامي المتكئ على خبرة أكثر من 20 عاماً في مجالي الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، عرفه الجمهور من خلال شاشة mbc معداً ومقدماً لبرنامجه الشهير -دون شك- مناقشاً وبجرأة قضايا اجتماعية متنوعة والحل لها بأسلوب تلفزيون الواقع، خلق تأثيراً مهماً على خارطة البرامج التلفزيونية الاجتماعية، كذلك خلق حراكاً وجدلاً إنسانياً وإيجابياً في العالم العربي، ومحققاً لبرنامجه مشاهدة عالية في العالم العربي، هو اليوم يتقلد منصباً ذات أهمية إعلامية واجتماعية، ولأهمية موقعه ومع بداية عمله غرد طالباً الرأي الآخر من الجمهور المشاهد والمستمع، وبالتالي توالت عليه الردود على تغريدته بعدد ليس بقليل من المتابعين له، تلخصت الردود في المطالبة بالمحافظة على الهوية الإعلامية الوطنية مع التركيز على إنجازات أبناء الوطن في المجالات كافة، وتكثيف البرامج الأسرية التوعوية وتسليط الضوء على المشكلات المستجدة على الأسرة السعودية، كذلك من الردود المطالبة بإعادة النظر في محتوى البرامج الرياضية وإصلاحها وتوجيهها وتحديد مسارها مع التعاون مع الجهات الرياضية، وذلك لإيقاف نزيف التعصب والتفرقة والكراهية التي سادت بين الجماهير بسبب تلك البرامج، وهناك من الردود التي أشارت إلى أهمية تفعيل محطات التلفزيون بالمدن والمناطق وإفساح المجال لها لتقديم البرامج في إطار الرؤية الإعلامية لهيئة الإذاعة والتلفزيون.
ومن جانبنا تعليقاً ورداً على هذه التغريدة الجذابة كجاذبية صاحبها، يسرني المشاركة من خلال هذا المقال الذي أتمنى وصوله إلى اطلاع الأستاذ الحارثي، وكمشاهد أرى بل أكاد أجزم أن تلفزيوننا السعودي هو المؤسس الحقيقي للدراما السعودية والداعم الأول لها كذلك الإذاعة، حيث جعلا الدراما تعكس واقعنا، وهذا ما يريده المشاهد من الشاشة الصغيرة والمستمع للمذياع، وهو أن تعكس الدراما واقعنا الاجتماعي، لكن في السنوات الثلاث الأخيرة تقريباً توقف التلفزيون والإذاعة عن الإنتاج المحلي إلا ما ندر، برغم أن الدراما السعودية سلعة مطلوبة للمعلن، ولم نعد نرى أو نسمع اهتمام التلفزيون بالإنتاج الدرامي المحلي! فالشاشة اتجهت إلى الإنتاج الدرامي المستورد وبكثافة، الأمر الذي يجعل المشاهد مغيب عن واقعه الاجتماعي، أما الإذاعة فلا جديد، لذا لا بد للإنتاج الدرامي السعودي أن يحظى بمكانته التي يستحقها من أجل إظهار منتج وكاتب وممثل ومخرج وطاقم عمل فني قادرين على صناعة عمل درامي، مسلسل إذاعي أو تلفزيوني جيد، يكفل للتلفزيون وللإذاعة استمرارية تطوير الإنتاج الدرامي وفق الرؤية الوطنية.
** **
- مشعل الرشيد