أعد الملف - محمد هليل الرويلي:
«حياة إنسان» وهي الحديث عن الذات، أو أن يكتب الأديب سيرته الذاتية بنفسه، بخلاف السيرة الغيرية التي يكتبها الآخرون عنه - كما عرّفها النقاد - غير أنها لم تأخذ موقعاً متقدماً بين الأجناس الأدبية التقليدية التي تتوافر فيها الأعمال الإبداعية والدراسات النقدية على السواء من نحو الشعر والقصة والرواية.
في هذا الجزء يكتب ملف الأدب السعودي الدكتور عبدالله الحيدري – وهو الباحث قبل ربع قرن, في مجال لم يدرس بعد، ولم يكن من اهتمام مؤرخي الأدب في المملكة على الإطلاق, عندما سجّل موضوعه في الماجستير في السيرة الذاتية في الأدب السعودي – مستعرضًا: تحديد بدايات هذا اللون, ظهرت أول سيرة ذاتية في شكل روائي، أو ما يمكن أن يُطلق عليه في المفهوم المعاصر «رواية السيرة الذاتية», والأعمال الصادرة في المدة من 1392ـ1400هـ (1972ـ1980م), إضافة لأبرز الأعمال الصادرة في العقدين الأخيرين من القرن العشرين وما شهدته خلالهما من ازدهار كبير لفن السيرة الذاتية السعودي: إبداعاً، ودراسات جامعية، ونقداً، وببليوجرافيا، وحضوراً في الأندية الأدبية الرسمية وغير الرسمية، واهتماماً من الصحف والمجلات والنقاد، ودور النشر.
وقبل أن أترككم مع هذا «الحيدري» النافذ مارًا على دِرّتِه درأة السيل, كلمة أخيرة بحق كاتبنا لا يساورها شك بين جنباتها ولا يحوم يخالطها, إذ وشع هذا الصيخود الأشم مجالًا له الفضل فيما وشعه, فضل ما زبرت كتبه و ودق ماجدًا فيها.