ارتجفتُ خوفاً مما قرأت..
لم أفعل ذنباً أستحق عليه العقاب..
ورغم ذلك قام بمعاقبتي..
وفي حقيقة الأمر أراد معاقبة قلبي وقلبه في أمر ليس بأيدينا..
وضعني في عُمق الزجاجة، وحبس أنفاسي لِعدة أيام، صمت على مضض وحُزن مزق أحشاء قلبي المجروح من إنسان لم أتوقع يوماً أن يطلق رصاصته ويتركني بلا ذنب ويغادر بلا رجعة. بكيتُ كثيراً، وتألمتُ أكثر، تهت في صحراء مقفرة، لا طريق فيها للرجعة، رمالها محرقة، وشمسها مؤذية، وجهي ملطخ بدم الدمع والقهر، أردت ان أنهي حياتي ويرتاح مني.
أصبح هو القاضي وأطلق حكمه بالمؤبد دون أن يستمع لِما سأقول، ومن سيترافع عني حتى يتم النظر في إطلاق الحكم.
ولكن..!
واجهته.... دافعت عن نفسي وقلبي... اعترف أني لم أترك كلمة بخاطري إلا وذكرتها، مع مزيج من الذكريات والأقوال والأفعال التي كتبها لي يوماً ووعدني بأنه لن يفارقني.
كان يقرأ بدون أي رد؛ لأنه في حقيقة الأمر يعلم صحة كلامي، ومتفهم لوضعي الحالي، يعلم أنه من الصعب والمستحيل أن يتم هذا العقاب مهما كانت الظروف.
لأن كلانا لا يستطيع أن يُعاقب الآخر أبداً..
فالقلوب واعية؛ محبة؛ نقية؛ تقية؛ لطيفة؛ راقية؛ اجتمعت بلا ذنب.
اتفقنا وأطلقنا معاً حكماً مغلقاً لا رجعة فيه..
وأصبحنا قاضيين بوقتٍ واحد في قضية أسميناها:
«الحب الصادق»..
تحدثنا عنها كثيراً، دافعنا عنها سوياً، حتى أصبحت مصيراً واحداً لا استئناف فيه، وكان النطق:
(سنبقى معاً؛ لأننا لا نستحق العقاب، و أملنا بالله، وهذا العقاب لا يليق بقلبينا)، وتصدق الحكم وانتهى.