باعتبار أن رواد الأعمال من أهم دعامات المجتمع، فإن هناك متطلبات لتحقيق أهدافهم، خاصة وأنهم يعملون في ظل اقتصاد عالمي يفرض عليهم ضغوطاً كبيرة لزيادة الإنتاج وتقليل التكاليف، بما يجعل من رجل الأعمال في مواجهة مع تحديات متجددة، وعليه في المقابل التكيف السريع مع متطلبات السوق المتغيرة باستمرار، ورغم ذلك فقد ارتبطت أحياناً محاولات إنشاء شركات منتجة بتأثيرات سلبية على العلاقات بين أصحاب العمل والعاملين، وقد فقد الكثيرون من العاملين الأمل في مستقبل أفضل، وترتبت على ذلك صعوبة في إنشاء بيئة عمل مواتية ومستدامة تتيح للعاملين أكبر قدر من المشاركة، ومن المؤكد أن إنتاجيتهم، وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية للمنظمة على المدى الطويل.
الأمل باعتباره عملية إدراكية، سوف يساعد الناس على التخطيط لمستقبلهم وتحقيق أهدافهم، وهو يتألف من عنصرين مهمين: الاستباقية، أي توجه المؤسسة نحو تحقيق الأهداف الموضوعة، ووضع الخطط والبرامج، أو إيجاد مسارات لتحقيق تلك الأهداف، وبوجود المؤسسة والمسارات معاً يتحقق الدافع نحو جعل الأهداف حقيقة واقعة.
وتنطوي المشاريع الريادية عادة على المخاطر والإجهاد والشكوك. فالعاملون في مثل هذه المشاريع معرضون بشكل خاص للتوتر، وفقدان الأمان، والشعور بأنهم مستهلكون، وأن مستقبلهم في مهب الريح، ويرى كثيرون منهم أن بيئة عملهم ليست مشجعة على الأمل، بل مليئة بالإحباط، بينما الشعور بالأمل يعد أحد أهم العوامل التي تسهم في نجاح أو فشل المشاريع الريادية.
والتواجد باستمرار: هو الخطوة الأولى في إيجاد بيئة مشجعة على الأمل، إذ إن ذلك يعني بالنسبة للعاملين أن رواد الأعمال حريصون على نجاحهم بقدر حرصهم على نجاح مشروعاتهم، وتأسيس أسلوب عمل يقوم على التعاون وتحديد الأهداف: بما يعني أن على رواد الأعمال تأسيس نظام لتقويم الأعمال، والسماح للعاملين بقدر من الحرية لاتخاذ القرار المناسب والاستقلالية، وتوفير فرص لهم لإعادة تحديد الأهداف وتغييرها، هذه الإجراءات من شأنها تحقيق بيئة عمل تتيح للعاملين المشاركة في أعمال التأسيس وتحديد الأهداف.
ومن الضروري تأسيس نظام إجراءات التعامل مع العاملين على الاستباقية والاستمرارية: ليكون بإمكان رواد الأعمال توفير بيئة مشجعة على الأمل، وذلك بإشراك العاملين في أوقات العمل الحقيقة، واعتماد أسلوب عمل مرن يساعد على حل المشكلات والتعلم من الأخطاء.
ومع تطور الأبحاث في مجال الأمل وتأثيره على الأداء التنظيمي، بإمكان رواد الأعمال استغلال هذه المعارف لتعزيز الثقة في قدراتهم الذاتية. ففي مناخ الأعمال الذي يحتد فيه التنافس، ويتطلب كثيراً من الجهد، ويشعر الكثيرون فيه بأن العمل خرج عن سيطرتهم، يجب على رواد الأعمال أن يدركوا بأنهم قادرون على إحداث الفرق في إطار مؤسساتهم، والسؤال الوحيد المتبقي هو : ما السلوكيات التي تضمن أن يكون هذا الفارق إيجابياً؟