عثمان أبوبكر مالي
حالة من الفرح العارم اجتاحت أوساط جماهير نادي الاتحاد بعد مباراة فريقهم الدورية في الجولة الثانية من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، في المواجهة التي انتهت بفوز (النمور) بهدفين نظيفين في لقاء الديربي أمام الغريم التقليدي والمنافس اللدود فريق النادي الأهلي.
الفرحة الكبيرة (مبررة) جداً من -وجهة نظري- لأسباب كثيرة تتعلَّق بالفريقين معاً، لعل أهمها أن المباراة كانت بمثابة (اختبارات مركبة في مواجهة واحدة) إن جاز التعبير، نجح من خلالها (الفريق الكبير) في تحقيق العلامة الكاملة المطلوبة والمنتظرة من جماهيره، وإشاعة الفرح بالصورة التي اعتادوها وعرفوها وألفوها بعد أن غابت انتظروها عدة سنوات وفي قرابة ست عشرة مباراة.
بداية الأسباب الحصول على أول ثلاث نقاط في الموسم الجديد ورفع رصيد النقاط إلى أربع من الجولة الثانية.
ثاني الأسباب الفوز في الديربي على الجار اللدود في الدوري لأول مرة بعد ثماني سنوات، وتوقف بذلك عداد سنوات الهزائم عند ذلك العدد، ليبقي (الرقم المسجل) في الحد الأعلى من سنوات السطوة والتفوّق صامداً على ما هو عليه لصالح (العميد) ومسجلاً باسمه، فلم تكسره السنوات الثمانية ولم تصل أو تقترب منه.
ثالث الأسباب نجاح المغامرة الكبيرة التي أقدم عليها المدير الفني بإشراكه الصفقة الأخيرة للفريق، ولاعبه القادم الجديد أحمد (الهرم) أقصد أحمد حجازي، والذي استطاع رغم حضوره المتأخر وقبل المباراة بثمان وأربعين ساعة فقط، من المشاركة في التشكيل الأساسي، و(رستك) وجوده الدفاع بعد أن جاء أداؤه على وزن (نغم حجازي) المعروف والمشهور في المنطقة، وأعطت مشاركته قوة لزملائه ولمدربه ومسؤوليه وجماهيره، وكانت واحدة من المباريات القليلة أمام الكبار التي يخرج فيها بشباك نظيفة.
وأستطيع القول إن الفوز هو بمثابة (تدشين) عودة الفريق وبداية استعادة الهيبة التي غابت خلال الموسمين الماضيين، عانى فيهما الجمهور كثيراً، وهو يتابع فريقه يترنّح بين الفرق، وينافح على الهروب من مظلة الهبوط.
يحتاج الفريق لتعميق وتأكيد مسيرة العودة والتقدم فيها إلى الفوز في المباريات القادمة، خاصة المباراة التالية في الجولة القادمة (الثالثة) من الدوري، فالفوز بها سيكون الانطلاقة الحقيقية)، وبه فقط يمكن مبكراً تجاوز المخاوف لدى كثير من جماهيره، وكسب تحدي أن لا يكون الأداء والمستوى والنتيجة في الديربي مجرد (فورة حماس) وقتي وإنما تأكيد حقيقي لـ(يقظة نمر) منتظرة تأخرت كثيراً.
كلام مشفر
* إثارة أخرى تنتظرها الجماهير السعودية ومتابعي الكرة السعودية بعد إجراء قرعة بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للنسخة الجديدة، اقتصار المشاركة على فرق دوري الأمير محمد بن سلمان سيجعل عنوان مباريات البطولة القوة والندية والإثارة بين الفرق جميعها وفي جميع مباريات المراحل الأربعة.
* الفوز المفرح الذي حققه الفريق الاتحادي في الديربي هو نتاج تضافر جهود مسؤولي الفريق (إدارياً وفنياً) ويجير بشكل أكبر لإدارة النادي، وتحديداً الرئيس أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي، ولعلها تكون بداية (فتح صفحة جديدة) مع جماهير النادي الغاضبة من قبل، وانطلاقة نحو تحقيق رغباتهم وتطلعاتهم واستعادة هيبة ومكانة الفريق الكبير.
* سرق مدافع الاتحاد الجديد (أحمد الهرم) الأضواء من جميع اللاعبين بعد مشاركته الأولى في الدوري وفي مباراة ثقيلة، ليكون محور البرامج الرياضية وأحاديث الناس بعد أن قدَّم نفسه بشكل فني وظهر على هيئة سور عال يدافع عن مرمى فريقه، وليزيد بذلك أعباء المسؤولية الكبيرة التي ستلقى على عاتقه في المباريات القادمة لفريقه أمام أسماء مهاجمين عرفوا بأنهم ماكينات التهديف في الكرة السعودية المواسم الماضية.
* مؤسف أن لا تتوقف الأخطاء الجدلية من أداء الحكام السعوديين، رغم وجود تقنية الحكم المساعد، بل المؤسف أن تكون أكثر الأخطاء مشارك فيها أو سببها (غرفة الفار) بدلاً من أن تكون المساعد والمنقذ للحكام من ارتكاب أخطاء غير مقبولة، تحبط (مشروع) العودة المنتظر.
* من غير المقبول في نفس الوقت (تجيير) خطأ طاقم واحد من الحكام على كل الطواقم والأسماء التي تقود المباريات على المستطيل الأخضر وتلك التي تصحح الأخطاء وتساعد من غرفة الفار في تعديل القرار ليأخذ منحاه الصحيح، ويبدو من الواضح أن عودة الحكم السعودي باطمئنان لا تزال بحاجة إلى وقت وإلى تريث وإلى مباريات أقل مستوى من مواجهات الديربي والكلاسيكو.